قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ناصحا سيدنا «على» عليه السلام: يا على ألا أعلمك كلمات إذا وقعت فى ورطة قلتها، قال الإمام على: بلى جعلنى الله فداك، قال صلى الله عليه وسلم: إذا وقعت فى ورطة فقل بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
يالها من نصيحة عميقة المعنى تحمل فى طياتها الجمال والقوة وتحمل من النور ما يضىء الطريق ويهدى الخطا ويدخل السرور على القلب ففيها الاعتراف بالألوهية العظمى لله سبحانه وتعالى، إنه هو القوة المطلقة الوحيدة القادرة فى الكون، إنه سبحانه وتعالى القديم الأزلى خالق كل شىء وراحمه «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون»، وفيها أيضا الثناء على الله العلى القدير بأسماء الرحمة فهو راحم الإنسان فى الدنيا وفى الآخرة والنصيحة فيها توجيه للعبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى فى الشدائد، وهو مقر ومعترف بقلبه وبعقله بأنه لا قوة فى الوجود إلا قوة العزيز القهار وبالتالى إذا عمل الإنسان أى عمل وهو متيقن أن الفلاح والصلاح والنجاح بيد الله القدير.
ومن الجانب الآخر يقول العزيز الحكيم «ألم أعهد إليكم يابنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم...» وهذه الآية المقدسة تذكر الإنسان بكل أبعاد المعركة بين الخير والشر منذ الخلق الأول. فالخير واضح وظاهر ومضىء والشر ظلام وهلاك وخسران مبين. الخير يرفع الإنسان والشر يسقطه إلى عالم الهلاك والظلام والعذاب ويحذرنا ربنا سبحانه وتعالى من عدونا اللدود الشيطان الملعون بقوله: «ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون». وعبادة الشيطان الملعون هى طاعته وهذه الطاعة هى طريق الهلاك المؤكد. إنه يستخدم أحط السبل ويجملها للإنسان. إن كيد الشيطان كان ضعيفا.إن الذى يستعيذ بالله من كيد الشيطان ويركز بصره على القدوة المحمدية ويسير على خطا النبى الكريم عليه الصلاة والسلام يهزم هذا اللعين وأعوانه من الجن والإنس.
والطاعة تعنى الطهارة الظاهرة والباطنة وتعنى نظافة اليد واللسان والفكر والبدن، والطهارة تعنى مجاهدة النفس والهوى والشيطان ومن يهزمهم سار على صراط الحق والنور والسلامة وأصبح من المقربين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة