سامح جويدة

الأسد فى سوريا و(السلعوة ) فى مصر

الجمعة، 23 ديسمبر 2011 10:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتمسك الرؤساء العرب بالحكم حتى الموت.. موتهم أو موت الشعب، لا فرق، المهم الحفاظ على ريادتهم السياسية حتى لو تحولت فجأة إلى إبادة شعبية.. فما أصعب الحصول على دولة وما أسهل القضاء على شعب..

وبلاط الحكام العرب يفهمون ذلك جيدا فيمسحون بالشعب البلاط ويسحلون الناس على الطرقات، حتى ينام الرئيس مطمئنا على العرش حتى لو كان حبيس البرش..

وكلنا فى الهم شرقاً.. فلا فرق بين بلطجية مصر وشبيحة سوريا ومرتزقة ليبيا وهمج اليمن، فكلهم صناعات محلية ومنتج عالى الخسة تفنن فى إبداعه حكامنا الجرب.. فربوهم على الفقر والجوع وأكل الزبالة، ليخرجوا بقلوب لا ترحم وعقول لا تفهم.. مجرد حيوانات همجية لا تعرف دينا أو أخلاقا ولا تفهم معنى الوطن أو الانتماء.. تلك النوعية هى الأفضل عند حكامنا العرب وذخيرتهم الحية وقت الشدائد.. فيمنعونهم عنا وقت الرضا ويتركوهم علينا وقت الغضب ويستأجروهم لقتلنا فى زحام الثورة.. هم الجندى المجهول فى حماية كل النظم العربية بلا فخر أو تفاخر.. وبعض أصدقائى يؤكدون لى أن الوضع فى مصر أفضل بكثير من الوضع فى سوريا، وإن كنت أشفق على سوريا العظيمة من عدد الشهداء، إلا أنهم على الأقل يعرفون القاتل أما نحن فمازلنا نبحث فى سذاجة عن الأيدى الخفية.. هم أيقنوا أن الجيش عليهم وليس لهم ونحن مازلنا نحترق ونفكر (جيشنا لينا ولا علينا).. هم يدركون أن عدوهم هو (ابن زوجة الأسد).. أما نحن فمازلنا نطارد السلعوة.. وأنا أحترم مواجهة عدوى ولو ندل وخسيس فهو أشرف من عدو بقناع صديق يقتلك من الخلف أو يضع لك السم فى رغيف حواوشى، لذلك اعتاد النبلاء على القتال وجها لوجه، بينما الرعاع يخافون ذلك.. والحرب خدعة مع الغزاة، ولكنها كارثة بين أبناء الوطن الواحد، فلا تظنوا أن فى خداع الثوار مهارة، بل هذه غباوة لن ينجو من مكرها أحد.. ولن تعود الحياة إلى مسارها الطبيعى إلا بعد وقفة مكاشفة وإن استحالت فلا بد من الاستعانة بجهاز كشف الكذب ولنسأل بصراحة.. أين مبارك الآن.. وهل من الطبيعى أن تستمر محاكمة رئيس قتل شعبه فى التحرير حتى يموت هادئاً على السرير؟؟ وأين زوجته إنجليزية الجذور (الست أم عيلاء) لماذا لم تشملها الرعاية القانونية وخرجت فجأة بغرامة 24 مليونا بدعوى أن ما سرقته قد أرجعته.. فهل يعقل أن تسرق ست الكل 24 مليون جنيه فقط وسكرتير الرئيس ورجاله الغلابة متهمون فى عشرات المليارات؟؟ وهل الأصل فى القانون رجوع المسروقات أم عقاب السارق؟؟ وإلى متى سنظل نتكلم عن ما نهبوه من البلد بدون أى تحرك جاد لاسترجاعه تحت وهم العدالة العمياء.. هى بالفعل عمياء لأنها تركتهم يقتلوننا بأموالنا.. حتى إن وزير العدل السابق قد أكد أن فلول مبارك تستأجر نصف مليون بلطجى ويحصل كل بلطجى على آلاف الجنيهات.. لم نع كلمات الرجل وقتها ولكن الأيام تؤكد صدق كلامه.. فكل الأحداث الدموية التى نعيشها الآن من صنعهم وتدبيرهم وببطولة البلطجية التى استأجروهم ليندسوا بين الثوار ويشوهوهم أمام المجتمع أو يقتلوهم فى الخفاء.. وليجدوا مبررات وهمية للقسوة الحيوانية التى تتعامل بها قوات الأمن مع المتظاهرين الآن.. وقصص القمع والبطش والسحل والهتك الذى تذكرنا بأسطورة صلاح نصر فى 67.. فهل عادت بنا الأيام للنكسة بعد أن صدقنا نجاح الثورة.. ولكن أى نجاح لثورة شعب إذا كانت كل الوجوه الموجودة فى السلطة مازالت تحمل ملامح الرئيس المخلوع.. فكل الوزارات والبنوك والمؤسسات والهيئات يرأسها حتى الآن رجاله وأعوانه وكأننا محصورون بين فلول مبارك من فوق وبلطجيته من تحت وهو مازال يلعب فى (مناخيره) فى انتظار سقوط مصر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة