نعم هى كذلك، ودعنى أقل إنها السبب الأساسى فى كل «اللخبطة» اللى فيها البلد، بل هى سبب مهم فى كل هذه الاحتقانات، وكل هذه الدماء التى سالت، والاعتداءات غير الإنسانية.
وهذه الأسئلة التائهة تذكرنى بما قاله لى رئيس اتحاد الصحفيين فى صربيا، الذى قال إن ثورتهم لم تحقق أهدافها، رغم أنها اندلعت منذ 12 عاماً، والسبب أن القوى السياسية كانت منقسمة، بل متصارعة، بل متقاتلة. وهو ما منح القوى السياسية وغير السياسية التى ترفض الثورة تحقيق انتصارات ليست بالقليلة.
ورغم أن الرجل قال لى إنه مبهور بالثورة المصرية، ورغم أنه أكد لى أننا نسأل الأسئلة الصحيحة، فإن الحقيقة هى أننا لم نصل إلى الإجابات الصحيحة.. لماذا؟
لأن القوى السياسية تعاملت بمنطق الغنائم بعد الحرب، بغض النظر عن أنها شاركت فى الأساس فى هذه الحرب أم لا، ولكنها تريد خطف البلد لتعيد صياغته بالكامل على هواها. أقصد بالتحديد التيار الدينى الذى يرفض الإجابة بوضوح حاسم عن سؤال: من يكتب الدستور؟
فإذا وافق والتزم تماماً بوضع آلية تمكن كل القوى السياسية وكل الأطياف والأعراق والأديان فى المشاركة فى كتابة دستور دائم، نكون قد قطعنا نصف المشوار، وتكون قوى التيار الدينى قد أقرت مبادئ أساسية، أهمها على الإطلاق أن الدستور لا يجب أنت تحتكره الأغلبية.
ونصف المشوار الثانى يمكننا قطعه، لو أجبنا عن سؤال: من يحمى الدستور؟
لأن الدستور، ومهما كان عظيماً، فيمكن لمن يحكم أن يغيره، ومن ثم فمن هى القوى التى يمكننا أن نثق تماماً فى أن تحمى الدستور، ومن ثم تحمى الدولة المدنية الديمقراطية، وتضمن لنا أن أى فصيل يأتى للحكم بالانتخابات، يغادر الحكم أيضاً بالانتخابات؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة