سامح جويدة

البحث عن «بوابين» للأمن القومى

الإثنين، 19 ديسمبر 2011 10:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف تغيب الحقيقة والصورة بهذا الوضوح؟.. كيف نفشل جميعًا فى حل نفس اللغز الذى فرضوه علينا عشرات المرات؟.. الجميع عاش أو شاهد على الهواء مباشرة الصدامات الدموية بين الثوار والعسكريين والشرطة، ولم نفهم حتى الآن من المجرم ومن الضحية فى هذه المعارك البدائية المخيفة. المشهد يتكرر عشرات المرات بنفس الوسائل، بنفس الهمجية، بنفس الغموض.. المصريون يتقاتلون بالطوب وكأنهم قرود.. لا فرق بين شارع محمد محمود أو ماسبيرو أو السفارة.. والمعارك تستمر لأيام وعدد القتلى والمصابين بالآلاف، ولا أحد يفهم ماذا حدث أو حتى ما هو الخلاف؟.. فالثوار يقسمون بأنها سلمية، والمجلس العسكرى يقسم بالتهدئة لحين تسليم السلطة، والداخلية تقسم بولاء الشرطة للثورة والشعب.. والنتيجة الأخيرة لهذه الوعود.. مشهد القرود وهذا الدم الغالى الذى يهدر بالطوب.. من الخائن فى تلك الحلقة المفرغة؟ لا أحد يعلم، وما هذه الشخصيات السادية المتيمة بالقتل والدم ووسائلها المريضة من غازات سامة وأطعمة سامة وخراطيش قاتلة وطوب رخامى وزجاجات بنزين حتى تحرق من نجا من كل ذلك؟ من هؤلاء؟ من يحرك تلك الأحداث؟.. لا أحد فينا متيقن أو متأكد من معلوماته أو أفكاره أو مشاهداته.. ولكن فى النهاية هى مسؤولية المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وأنا لا أستطيع أن أفهم لماذا يصر المجلس الأعلى للقوات المسلحة على البقاء فى الحكم تحت ادعاء أنه يحمى البلاد من المؤامرات الخارجية، ونحن نعيش فى مستنقع قذر من المؤامرات الداخلية، وكلما صرخنا فيهم ماذا يحدث؟ تحسروا وقالوا «الأيادى الخفية» أو الطرف الثالث.. هذا كلام سينما وفض مجالس، وليس كلام حكومة ورجال سلطة.. والناس ضجت من هذا الخلل والارتباك والانفلات.. وإذا كنتم عاجزين فلماذا تحكمون؟ ولماذا تضعون الشعب كله على حافة الهاوية تحت شكوك «همّا منا ولا علينا»؟.. فاستقرار الأمن الداخلى مسؤولية الحاكم وليس مسؤولية الشرطة فهى مجرد مفعول به، أما الحاكم فهو الفاعل.. ومن قال لا أعلم فقد أفتى ومن قال أعجز فقد أنجز.. أو لتقدموا دليلاً سريعًا على قدراتكم.. أرونا كرامة واقبضوا على الأيدى الخفية أو حتى أقفلوا أبواب مجلس الوزراء ومجلس الشعب واحرسوها حتى لا يصعد المتآمرون ويقتلوا أولادنا عشوائيّا من على السطوح الخاص بأهم مؤسسات الدولة.. لا أفهم كيف وصل الانفلات إلى هذه الحدود، ولا أستطيع أن أمنع نفسى من الظنون والهواجس.. لماذا أصبح الاقتحام سهلاً جدّا للبلطجية؟ ولماذا نخلط بينهم وبين الثوار بعد ذلك؟.. نفس المشهد تكرر فى الاقتحام الساذج للسفارة الإسرائيلية واقتحام الأبنية الملاصقة لوزارة الداخلية فى محمد محمود، وأخيرًا اقتحام أسطح مجلسى الشعب والوزراء.. هل البلد فى حاجة إلى بوابين للحفاظ على أمنها القومى؟.. والأهم من ذلك مطلوب أن نفهم الدور البطولى الذى يقوم به أطفال الشوارع والبلطجية فى إشعال هذه الصراعات أو تحريكها، لأن دورهم محورى فى جميع المشاهد المرئية والمذاعة، فمن يستأجرهم للعب بنا؟ ومن يمول هذه الصراعات الدموية؟ وأين التحقيقات التى أثبتت تورط العديد من رجال الأعمال والمسؤولين القدماء ولماذا لم تعلن أسماؤهم حتى الآن رغم مرور شهور على أحداث السفارة وماسبيرو.. هل نحن أمام حالة تباطؤ متعمدة، أم جريمة تواطؤ مؤكدة؟.. أفتونى لو كنتم تعلمون؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة