محمد فودة

محمد فودة يكتب.. المجلس الاستشارى.. ضربة معلم!

الجمعة، 16 ديسمبر 2011 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدهشتنى الانتقادات الأساسية التى واكبت إنشاء المجلس الاستشارى والمكلف من المجلس العسكرى لمعاونة الحكومة من ناحية ومن ناحية أخرى أن يكون مركزًا يضم حكماء الوطن المؤهلين لتوعية الجماهير وتجميعهم على كلمة سواء، بحيث يكون بمثابة رمانة الميزان فى هذا الوقت العصيب من تاريخ مصر، كان انتقاد حزب الحرية والعدالة، الذى رفض المشاركة فى دخول المجلس الاستشارى، وأبدوا مخاوفهم من أن يتولى هذا المجلس كتابة الدستور الجديد، وهناك انتقاد من الليبراليين أن المجلس سيكون أحادى التفكير وخاليًا من المعارضة وبهذا سيؤثر بالسلب على اختيار رئيس الجمهورية، وبرغم هذه الانتقادات فأنا أرى أن انتخاب منصور حسن لرئاسة المجلس انتصار جديد للحرية، فالرجل لا يختلف عليه اثنان، وقد كان طوال سنوات حكم مبارك الثلاثين مضطهدًا مهمشًا لا لشىء إلا لأنه كان ولا يزال جادّا لا يغير جلده ولا يقبل بأن يساوم، وظل صامتًا لا يدخل فى مناورات أو متاهات، وكان وعى الشعب كبيرًا فهو يعرف من هو هذا الرجل بل كثيرون تأكدوا أن القدر يختزنه لوقت - وقد جاء - لتبدأ عطاءاته من جديد بعد طول انقطاع عن الساحة السياسية.. ليعيد لغة الحوار وليس عقم المناقشات التى لا تؤدى إلا إلى طريق مسدود.. وهذه الأساليب هى التى كانت ولا تزال سائدة فى مناقشاتنا سواء الرسمية أو على صفحات المعارضة أو على القنوات الفضائية المختلفة، الحوار تحول إلى أزمة، وإلى يأس من أن نصل إلى أى طريق مفتوح، وكلنا كان يسأل أين حكماء الوطن؟! أين المؤهلون لاحتواء الأصوات الشاردة والعقول المتحمسة أكثر من اللازم، والقلوب العطشى للحرية الحقيقية وليست الفوضى والتجريح وإلقاء الاتهامات جزافًا بلا أى دليل حتى لقد صارت مصر بسبب ذلك وبأسباب أخرى فى مفترق الطرق، ما أن نهدأ من وضع حتى نفاجأ بعواقب أكثر خطورة.. لقد تجاوزت أزماتنا خط المعقول وسحبت الوطن إلى أردأ أحواله.. وفى كل موقف مزعج كان يحدث أو تتفاقم فتنة بين وقت وآخر كنا نجد من يشعل النار ولا يسعى لوأد الفتنة واحتوائها.. وكثيرًا ما كنا نترقب الحكيم القوى القادر على لم الشمل والساعى إلى الحلول المصرية المبنية على السلام من هذه المعطيات، أحسست بالتفاؤل للمجلس الاستشارى، خاصة أن كل أسماء أعضائه لا غبار عليهم ولم يعترض عليهم أحد، أما انتخاب منصور حسن رئيسًا للمجلس فهو ضربة معلم، تشير إلى أكثر من دلالة، أول هذه الدلالات أن المجلس قد جنح إلى الاعتدال لأن هذا الرجل أحد رموز الاعتدال السياسى، وهو آخر وزير ثقافة فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ولم يكن مجرد وزير فى حكومة ساداتية بقدر ما كان منظرًا للوضع فى الخريطة السياسية المصرية.. بل إنه حذر على الملأ من أغلب الثغرات التى عرفها المشهد السياسى الذى واجه مصر قبيل اغتيال الزعيم السادات، وكان لماحًا لما يجرى على الساحة العالمية والعربية، ويجيد الربط بين هذا وذاك، وبين أوضاعنا المصرية، كل ذلك يجعلنى متفائلاً بأن المجلس سوف يحسم قضايانا بهدوء وعقل وحكمة، ولهذا فلابد أن يكون له الدور الفعال فى حسم قضايانا المتشابكة بعيدًا عن العشوائية، وحين ينجح فى هذا الدور الوطنى الفعال فإنه يكون قد تجاوز مرحلة الخطر للوطن، ونقول عنه إنه ضربة معلم لأن اختياره وفكرة إنشائه جاءت لترد على من يطالب دائمًا بألا تكون الفوضى هى الصوت الأعلى وأن تكون حلولنا للمشاكل بعيدة عن لغة تصفية الحسابات فى وقت نحتاج فيه فقط إلى العمل وليس إلى المراوغات والمهاترات وتمييع القضايا.. المجلس الجديد وضع فى قمة أولوياته النظر إلى ما يهم البسطاء من أبناء مصر.. وما ينتظره الشباب فى المستقبل من تقديم الرأى والمشورة والفعل السريع الحازم.. أنا مع التعاون مع المجلس الاستشارى الذى يشكل بوصلة يسترشد بها المسؤولون والوزراء ورئيس الوزراء، كما يعرف بها الشعب طريقه ويطمئن إلى أنه فى أيد أمينة.. وفى عقل حكيم ثاقب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة