سعيد شعيب

غرور الإخوان والسلفيين

الخميس، 15 ديسمبر 2011 03:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم سيصيب القطاع الأعظم منهم الغرور، بل وسوف يتصرف بعضهم بعجرفة، وسيقاتلون لاحتكار حكم البلد وكتابة دستوره. فسوف يتصورون أنهم حققوا كبشر أغلبية كاسحة، فى حين أن الذى فاز فى الانتخابات ليسوا هم، ولا برامجهم السياسية، إن وجدت، ولكن القرآن الكريم وديننا العظيم، فقد كان جوهر دعاياتهم وخطابهم.

وهذا متوقع لسببين: الأول أن بلدنا تم حرمانه عنوة من أى عمل سياسى جاد وحقيقى منذ حركة ضباط يوليو فى عام 1952، حتى بعد سماح الرئيس السادات فى السبعينيات بتأسيس المنابر ومن بعدها الأحزاب، ظل الأمر مقيداً ومحكوماً, ورغم تقليل القيود نسبياً فى عهد مبارك، فإن كل شىء كان تحت السيطرة، وهذه السيطرة امتدت لتأسيس الجمعيات الأهلية وفى كل مؤسسات المجتمع التى كانت تتحكم فيها تماماً السلطة التنفيذية على امتداد أكثر من 60 عاماً.

فى هذا المناخ الاستبدادى كان طبيعياً أن تكسب الشعارات الدينية الفضفاضة، إسلامية أو مسيحية، مساحات واسعة وتشكل جذباً جماهيرياً، خاصة أنها لا تتطرق مثل البرامج السياسية إلى تفاصيل، ناهيك عن أنه لم يتم اختبارها على أرض الواقع، فهى ومعها شعارات باقى التيارات السياسية، كانت شعارات تعبوية بهدف حشد الجماهير ضد الخصم السياسى الأكبر، وهو نظام استبدادى.

السبب الثانى، هو أن هذه التيارات الدينية، ومعها باقى تيارات المعارضة لمبارك والسادات وعبدالناصر، كانت محرومة بدرجات متفاوتة من ممارسة السياسة، ومن ثم لم يحدث اختبار حقيقى لها على الأرض، بل لم يحدث تفاعل بينها وبين جمهورها، حتى تتقدم للأمام أو تختفى بناءً على قدرتها على جذب أعضاء ومناصرين.

لذلك فالخريطة السياسية التى ظهرت فى أعقاب انتخابات مجلس الشعب، ليست نهائية، بل سوف يصيبها الكثير والكثير من التغير، ولهذا أدعو معظم التيار الدينى إلى التمهل والتواضع، فهو لم يدخل حتى الآن إلى الملعب السياسى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة