أكدت "كاتالين بوجاياى" رئيس المؤتمر العام لليونيسكو وسفيرة هنغاريا بالمنظمة، على أن حماية التراث الثقافى وصيانته أصبح أمرًا ملحًا فى مواجهة العولمة، وضرورة غاية فى الأهمية يجب على شعوب العالم أن تولى اهتمامها به لتعزيز الصلات بين المجتمعات والثقافات المختلفة، حتى لا تفقد هويتها وحضارتها، مؤكدةً أن شعوب العالم صار لزاما عليها صون تراثها المعنوى والمادى، ورعايته مما قد يتعرض له من جراء التمدن السريع والهجرة من الأرياف إلى المدن.
جاء ذلك فى حفل افتتاح المنتدى الدولى للصقارة، والذى يقام ضمن فعاليات مهرجان الصداقة الدولى الثانى، وتنظمه هيئة أبوظبى للثقافة والتراث بالتعاون مع نادى صقارى الإمارات، خلال الفترة من 11 وحتى 17 ديسمبر 2011 فى مدينة العين، وبمشاركة أكثر من 700 ضيف من الصقارين والخبراء والعلماء وممثلى اليونسكو والمؤسسات الدولية المعنية من 75 دولة، واحتفاءً بتسجيل منظمة اليونيسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافى غير المادى للبشرية، وحضر الحفل كل من ماجد المنصورى عضو المجلس التنفيذى لإمارة أبو ظبي، ورئيس دائرة الشؤون البلدية، ومحمد خلف المرزوعى مستشار الثقافة والتراث فى ديوان ولى أبوظبى مدير عام هيئة أبوظبى للثقافة والتراث وكاتالين بوجاياى رئيس المؤتمر العام لليونيسكو وسفيرة هنغاريا بالمنظمة.
وقالت "كاتالين بوجاياي" إن رياضة الصقارة تخطت وجهة النظر التى ترى بأنها ثمة تقاليد من الماضي، بل صارت تكرس لمفهوم الثقافة والتراث بشكله المعاصر، ونقل هذا التراث للأجيال القادمة؛ لتحافظ على هويتها وخصوصيتها بين شعوب العالم.
وأكد محمد أحمد البواردي، عضو المجلس التنفيذى لإمارة أبو ظبي، ونائب رئيس مجلس إدارة نادى صقارى الإمارات، على أنه لا بد من الاهتمام بالتقاليد التراثية والعمل على صونها، وأن التراث الثقافى المعنوى أصبح ضرورة مُلحّة فى القرن الحادى والعشرين، خلال مواكبة تطوّرات العصر المتسارعة والتى تؤثر على البيئة العربية وتستلزم الحفاظ على الهوية العربية مع مواكبة الحداثة، التى لا تعنى أن نتخلى عن تقاليدنا الراسخة وصون تراثنا الثقافى الغني.
وأوضح "البواردي" أن إعلان منظمة اليونسكو عن تسجيل الصقارة كتراث إنسانى حى فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية فى نوفمبر 2010، جاء بفضل جهود مشتركة لـ 11 دولة عربية وأجنبية. تأكيداً على أن الصقارة لا تعنى ممارسة الصيد وحسب، بل تمثل مجموعة من التقاليد والقيم المجتمعية المتوارثة، ومخزون غنى مشترك من التراث الثقافى الذى يعود لسنوات.
وأشار إلى أن الإمارات بدأت اهتمامها بصون الصقارة كتراث إنسانى منذ بدايات تأسيسها وبشكل خاص منذ عام 1976، وذلك عندما نظمت أبوظبى أول مؤتمر دولى للحفاظ على الصقارة، بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى إطار اهتمامه بالتراث العربى الأصيل.
كما أشار إلى أن أبرز الإنجازات الأخيرة فى هذا الصدد، نجاح صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، فى تقديم منح لـ 450 مشروعاً بيئياً نفذت فى 100 دولة منذ تأسيسه عام 2008، وذلك بهدف حماية تنوع الحياة البرية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة