ما نشرته أمس جريدة «اليوم السابع» على لسان الشيخ محمد حسان خطوة كبيرة للأمام، فى بناء الديمقراطية فى بلدنا. فقد هاجم الذين رفعوا صوره فى الانتخابات، مستغلين شعبيته الكبيرة دون إذنه وموافقته. والأجمل أن الشيخ الجليل رفض المبدأ من الأساس، وأكد أن هذا «انحراف بالوسيلة عن عن الغاية، ويجب أن تكون وسائلنا نبيلة». وقال كما نشرت فى الصفحة الأولى لجريدة «اليوم السابع» أمس «لو كنا نقبل بوضع صورنا، يقصد كبار المشايخ، فى الدعاية، لخضنا الانتخابات، ويجب أن نكون على الحياد مع الجميع لتكون لنا مصداقية النصح والإرشاد، مطالباً بعدم تحزيب المشايخ وطلبة العلم».
لماذا هو خطوة مهمة؟
لأنه يخطو للأمام فى عدم خلط الدين بالسياسة، فرجال الدين الأجلاء فى المساجد وفى كل وسائل الإعلام يجب أن يبتعدوا تماماً عن العملية السياسية، فلا ينحازوا مع طرف ضد الآخر، مستخدمين سلاحاً غير سياسى، وهو شعبيتهم التى بنوها على أساس دينى، وكثيراً منهم للأسف استغل الدين، فأوصل رسالة خاطئة، وهى أن الإسلام هو الذى يخوض الانتخابات ، وليس بشر يصيبون ويخطئون، لديهم برنامج سياسى ولديهم طموح فى الحكم.
وهذه الخطيئة السياسية وقع فيها أيضاً رجال الدين المسيحى، فكما كشفت جريدة «اليوم السابع»، فقد كانت هناك قائمة تؤيدها الكنيسة الأرثوذكسية، ويدعو لها القساوسة فى الكنائس. ومن المؤكد أن الخطايا على الجانبين يحول الانتخابات وهى صراع بين بشر يريدون الحكم، إلى صراع بين الأديان، وهو ما يجرنا جراً إلى معارك طائفية سوف يخسر بسببها الجميع.
وإذا كان الشيخ الجليل قد طلب من أنصار التيار الدينى عدم استخدام اسمه، وطلب بحسم عدم الزج بالمشايخ، فإننى أتمنى عليه أن يطلب أيضاً بالا يتم الزج بالإسلام والمسيحية، وأننا يجب أن ننزه السماء عن صراع البشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة