فاطمة خير

علاج طبيعى لمصر

الخميس، 01 ديسمبر 2011 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
راحت السكرة وجت الفكرة.. قارب المولد أن ينفض، هيصنا وفرحنا، لكن من قال إن المعركة انتهت؟! دى يا دوب لسه فى أولها.. وإحنا بنقول يا هادى، هى المرة الأولى التى تشارك فيها القطاعات الأكبر فى الذهاب إلى صندوق الانتخاب، لكن هل شارك هؤلاء فى عملية الانتخاب؟ الانتخاب هو أن تعرف حدود دائرتك الانتخابية، وأن تعرف المرشحين فيها لأنهم استطاعوا أن يعلنوا عن أنفسهم، وأن يقدموا برامجهم بكل الوسائل الممكنة والمشروعة.. وبوضوح، برامج تقوم على احترام عقلك ومواطنتك وآدميتك، تخاطب خيارك السياسى وحقك فى حياة كريمة، وطموحك فى وطن يرتقى بك، لا برامج تخاطب العواطف وتزكى الفتنة الطائفية، بالمختصر: هى برامج تمثل ذروة الحوار الوطنى والسياسى بين مرشح يقدم نفسه كما يليق بناخبيه، ومتلق «يدرك» جيدا أنه باختياره يصنع حاضره ومستقبله بشكلٍ يناسبه ويرتضيه.

وأين نحن من كل هذا؟ لا يزال الطريق أمامنا طويلا، ويخطئ من يعتقد أنها معركة الجولة الواحدة، فنحن فى أحسن الأحوال قد أزلنا «التيبس» الذى لازم إرادتنا سنين عددها أكبر من أعمار نصف هذا الشعب!! والعلاج لن يكون «بروشتة» نصرفها من الصيدلية، فنشفى بعد ثلاثة أيام؛ بل هى أقرب إلى العلاج الطبيعى.. يحتاج فترات طويلة من المتابعة والالتزام، وعدم العودة للممارسات الخاطئة!! فلا يمكننا أن نحمل المسؤولية للطبيب الذى أعطانا وصفة قد تخطئ، ولا يمكننا أن نعتقد أن الأدوية التى تناولناها ستعمل كيمياءها كمفعول السحر فى أجسادنا، خلاص.. لم يعد من الممكن أن نغمض أعيننا ونعتقد أن الأشياء الجيدة ستأتى وحدها، وأن بلادنا ستمنحنا أفراحاً مجانية، ورغداً يأتى من السماء بلا تعب، بلادنا تحتاج إلينا بشدة كى تكون موجودة على خريطة العالم من الأساس، عالم يتغير الآن 180 درجة، موازين القوة فيه تصنع من جديد، فما الذى يمكن أن تعطينا إياه بلادنا الجائعة للعمل الجاد والمخلص والواعى؟ فاقد الشىء لا يعطيه، وإذا أردنا منها الحضن الدافئ لنا والمستقبل الكريم لأبنائنا، علينا أن نمنحها أولاً عملا وفكرا وإقداما وشجاعة تتسم بالذكاء، فالنوايا الحسنة لا تؤدى دائما إلى الجنة.. ولا حتى إلى أوطان رائعة، النوايا الحسنة تليق بالسذج وحسب، وعدونا الحقيقى الآن هو كل من يعتقد أننا «عملنا اللى علينا والباقى على ربنا»، وإن «المكنة هتجيب قماش لوحدها»، الفاسدون ليسوا وحدهم السبيل إلى خراب الأوطان، فالأغبياء أيضا كذلك.

اللهم احم مسيرتنا من الأغبياء.. أما الفاسدون فنحن كفيلون بهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة