سعيد شعيب

«أصله بتاع ربنا»

الخميس، 01 ديسمبر 2011 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفض الشاب الملتحى تماماً، أن يعطى صوته لمرشح رئاسى فى انتخابات الرئاسة المقبلة، والسبب أنه لا يحفظ آيات القرآن جيداً، فى حين أنه سوف يعطى صوته لمرشح آخر، ليس فقط لأنه «حافظ آيات قرآنية»، ولكن لأنه أيضاً، كما قال لى الشاب ذو الوجه المريح، خريج أزهر مثله.

كنا فى مترو الأنفاق، وبعيداً عن الاختلاف والاتفاق، فقد كنا نناقش فى مكان عام، من هو الرئيس القادم ومن هو الأصلح ومن سوف نختاره؟ كان نقاشاً حراً وديمقراطياً، رغم أن الشاب الثانى يتهم القوى السياسية التى لا تعجبه بالخيانة «ماتقوليش حرية رأى يا أستاذ».

هذه أولى عقبات الاختيار الديمقراطى، التى سوف تأخذ وقتاً طويلاً، وهى اعتبار الاختلاف هو سنة الحياة، وأن يقتنع المتدينون الذين يمارسون السياسة على خلفية دينية أو عقائدية أيديولوجية أن الله جل علاه، لو أراد البشر نسخة واحدة لفعل، ولو أرادهم على دين واحد وفكر واحد، لفعل سبحانه وتعالى، وبالتالى فلابد أن نتفق جميعاً على حماية حق الاختلاف، وحماية حق كل المصريين فى المساواة المطلقة دون أى تمييز دينى أو عرقى أو سياسى أو فكرى.. إلخ.

الأمر الثانى، وهذا ما حاولت نقاشه مع الشاب ومع عدد لا بأس به، وهو أن المرشح الفلانى «بتاع ربنا»، أمر جيد جداً. لكنى لو أردت مرشحا «يحفظ القرآن» لكان شيخ المسجد أفضل منه. ثم إن علاقته بالله جل علاه أمر يخصه، وسوف يكافئه الله جل علاه عليها، والذى يخصنا هو: ماذا سيفعل فى الحريات الفردية والعامة وفى الصحة والتعليم والبطالة وفرص العمل … إلخ.

لكن دعك من كل الملاحظات والتحفظات، فالمفرح أننا بدأنا المشوار الطويل لدولة العدل والحرية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة