ما الذى يحدث بالضبط فى قصة ياسر الحمبولى؟ الحمبولى كان الذراع اليمنى للمدعو «خط الصعيد»، ثم ترقى فى سلم السرقة وقطع الطريق وترويع الآمنين بمحافظة الأقصر لينتزع لقب «الخط»، مسطرا لنفسه سطورا بالدم والرصاص فى صفحات الجريمة.
صعود نجم الحمبولى فى عالم الجريمة وارد ومتكرر، لكن غير الوارد أن يتحول إلى أسطورة استنادا إلى تحديه وزارة الداخلية على طريقة عزت حنفى وشعاره الشهير «أنا الحكومة»، وإعلانه أنه فوق القانون، وأن الشرطة لن تستطيع القبض عليه لأنه يراقبها ويتحرى عنها ويتابع خطواتها ويسخر من رجالها وجهودهم فى مكافحة الجريمة، بدلا من أن تقوم الوزارة بمطاردته والسعى للإيقاع به.
الحمبولى لم يكتف بإعلانه تحديه الشرطة وسخريته منها، بل وصل الأمر إلى إرساله صورة شخصية له على أقسام الشرطة لتوزيعها على وسائل الإعلام، ويظهر فيها مضجعا وبجواره بندقيته، وكأنه نجم من نجوم السينما، وبالفعل أصبحت وسائل الإعلام تنتظر فصول لعبة القط والفأر بين الحمبولى والشرطة بدلا من أن تنتظر نهاية سريعة وحاسمة لملفه الإجرامى، خاصة أنه تسبب فى نقل مدير الأمن بالمحافظة بعد فشله فى القبض عليه.
تتابعت مناظر قصة الحمبولى وعصابته فيما يشبه الخيال الردىء فى فيلم بوليسى عربى، وبدأت بسرقة سيارة ربع نقل بالإكراه تحت تهديد الأسلحة الآلية، وذلك بعد أن اعترضوها أثناء مرورها على كوبرى الحبيل بالأقصر، وأتبعوا ذلك بسرقة 3 سيارات أخرى تابعة لشركات السياحة العاملة بالمحافظة، ثم سرقوا بالونا طائرا لنقل السياح، وأخيرا اختطفوا سيارتين سياحيتين، وفى كل هذه الأحداث كانت الشرطة هى من يقوم برد الفعل بعد أن تتلقى الضربات المخطط لها بذكاء إجرامى، وبدراسة طبيعة المنطقة الجغرافية والمناطق الأكثر تأثرا بهذه الضربات، وهى شركات السياحة.
الغريب أن التفسيرات لحكاية صعود الحمبولى وعصابته لم تبتعد كثيرا عن أجواء صناعة السياسة فى عهد مبارك، وهذا جزء من الهالات المحيطة بأسطورة الحمبولى، فهناك من يتهم الشرطة صراحة بالسعى لصناعة وحش إجرامى على شاكلة الحمبولى لإلهاء الناس قبل الانتخابات، وأنه لم يكن يتسنى له الإفلات من المطاردة الأمنية لو لم يكن يتلقى دعما ومعلومات بتحركات المباحث من داخل الوزارة نفسها لحمايته وتأمينه إلى أن ينتهى من المهام التى تم تكليفه بها.
وهناك تفسير آخر يربط بين استهداف الحمبولى للنشاط السياحى فى الأقصر وبين جهود الفلول والطابور الخامس الذى يسعى باستمرار لإضعاف الوضع الأمنى والاقتصادى، وخصوصا المجالات سريعة التأثر مثل السياحة.
التفسير الثالث يرى أن صعود الحمبولى وأسطورته فى الصعيد هو انعكاس مباشر للوضع الأمنى المتردى حاليا، والذى يفتقد للتخطيط السليم حتى تعود صورة القانون لامعة ورادعة فى أذهان الناس، وهو جزء لا يتجزأ من بناء هيبة الدولة، وإلى أن نكتشف القيادات التى تمتلك بدورها القدرة على التخطيط الأمنى السليم سنظل جميعا نتابع فصول ومناظر قصة الحمبولى مع عساكر الشرطة، وكل عام وأنتم طيبون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بيشوى
انا من الاقصر
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
مطلوب القبض فورا على كل الخارجين عن القانون
عايزين راجل يقبض علية وعلى امثالة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو محمد
الكتاب والكراس
عدد الردود 0
بواسطة:
الخطارى
مصر ما زالت ولا زالت تتطهر
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوسلمه
صناعة الشرطة