فى الوقت الذى حدثت فيه تسريبات حول قيام إيران بتطوير أسلحة نووية، كانت المعارضة السورية تدعو إلى حماية دولية لمدينة حمص، مما يعطى إيحاءً بالعلاقة بين هذه الدعوة والتسريبات حول إيران.
عاد الملف النووى الإيرانى لصدارة المشهد بعد هدوء حذر، ومعه تهديدات إسرائيلية جاءت على لسان الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، بأن هجومًا عسكريّا ضد إيران هو أقرب من الخيار الدبلوماسى، تبعته تقارير صحفية من صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن هجومًا إسرائيليّا وشيكًا ضد المنشآت النووية الإيراينة، وسار الأمر على هذا النحو بالتوازى مع انتقادات واسعة للجامعة العربية ومبادرتها للحل السياسى فى سوريا، وإعلان فرنسا على لسان وزير خارجيتها بأنها على استعداد لبحث مطلب المعارضة السورية بتوفير حماية دولية لحمص.
الوضع على هذا النحو ينبئ باحتمالات قوية للتدخل الدولى فى سوريا، وسيزيد احتماله فى حال تحول موقف الجامعة العربية، بتركها للملف السورى إلى التفاعلات الدولية، وذلك على غرار ما حدث فى ليبيا، وهنا يأتى السؤال حول العلاقة بين ذلك، وما يحدث مع إيران.
والإجابة تأتى من طبيعة العلاقات القوية بين إيران والنظام السورى، حيث تأخذ طهران موقفًا مؤيدًا لبشار الأسد، وحذّرت أكثر من مرة، منذ اندلاع المظاهرات السورية، من أى تدخل دولى فى شؤونها، وساندت طهران النظام السورى فى المحافل الدولية، ومع معادلة وجود حزب الله فى لبنان وتهديده لإسرائيل، تعامل النظام السورى على أنه يمتلك أوراقًا إقليمية لا يستهان بها، ويمكن استثمارها فى حال شعوره بأن زمام المبادرة يفلت من بين يديه، وليس بعيدًا عن ذلك ما ذكره بشار الأسد من تهديدات فى حال التدخل الدولى فى بلاده.
وتقودنا الخلفية السابقة إلى الاعتقاد بأن قرارًا دوليّا نهائيّا تم اتخاذه بشأن تغيير النظام السورى، على أن يتم تنفيذ ذلك من باب طهران نفسها، ويتم ذلك طبقا لأحد السيناريوهين، الأول إما بتفاوض مع إيران على الصمت «مؤقتًا» حول ملفها النووى، فى مقابل كفها عن تأييد بشار، على أن يدخل حزب الله فى دائرة الصمت أيضًا، أما السيناريو الثانى، فهو احتمال توجيه ضربة ضد إيران، وفى هذه الحالة ستكون مشغولة بتصريف نفسها على حساب انشغالها بالمساعدة فى تصريف شؤون دمشق التى ستجد نفسها وحيدة دون حليفها القوى، مما يساعد فى تنفيذ المخطط الدولى لإسقاط نظام بشار.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة