صدر عن دار سنابل للكتاب بالقاهرة ديوان جديد للأديب العراقى المقيم فى مدريد محسن الرملى، يحمل عنوان "نائمة بين الجنود"، زينت غلافه لوحتان للشاعرة والإعلامية العراقية رنا جعفر ياسين، ويضم الديوان ستين قصيدة كتبت باللغتين العربية والأسبانية تتمحور بمجملها حول الحب وحالاته حيث يبدو العمل بمجموع وتسلسل قصائده، قصة عشق كاملة، تبدأ بالتعريف والتردد ثم الحب وأشواقه حد الذروة ليأتى بعدها تأشير الفروقات والخلافات والابتعاد ثم الفراق والنهاية، وبالطبع تتواشج مع ثيمة الحب الرئيسية مواضيع أخرى تتعلق بتعقيد العلاقات الإنسانية وتفاصيلها وأسئلتها وبهوية الطرفين، التى عبر عنها المؤلف بأسلوب بسيط ومكثف بعيداً عن التكلف اللغوى أو نمطية الصور الرومانسية.
كان الشاعر والناقد الكوبى أوغسماندى ليسكايل قد قال أثناء تقديمه لمحسن الرملى فى أمسية شعرية بمدريد: "عرفت الرملى كشاعر منذ أعوام طويلة، وعلى الرغم من إعجابى الشديد بروايته (تمر الأصابع) إلا أننى بقيت أتعامل معه كشاعر، لذا فقد سرنى صدور ديوانه الجديد هذا، والذى كتبه بلغة اليوم عن موضوع كل يوم، ألا وهو الحب، فلم يقع بالمعتاد من اللغة المتكلفة أو الرومانسية التى درجت عليها الغالبية عندما يكتبون عن الحب" وأضاف "كتب عن موضوع قلب بلغة عقل، وبلا إسهاب أو رتوش استطاع وصف أمور معقدة ببساطة وإعطاء صورة عن إشكاليات العلاقة العاطفية فى عصرنا بلغة عصرنا. إن هذا العمل هو تعاطى بنضج مع تجربة حب ناضجة".
أما محسن الرملى نفسه فقد قال عن ديوانه:" إنه مختارات من عشرات النصوص التى كنت أكتبها على قصاصات ومناديل المقاهى الورقية وعلب السجائر على مدى ثلاثة أعوام من عمر تجربة حب حقيقية، حيث كنت أدون أحياناً تأملاتى وردود فعلى للحظات مختلفة، بعضها كتبتها بالعربية وأخرى بالأسبانية ولاحقاً ترجمتها من هاته إلى تلك".
ونوه: "أفضل تسميتها نصوصاً، لأننى لا أعرف مدى شعريتها، وإن كنت أعرف بيقين مدى صدقها.. وعلى هذا الصدق أعول دائماً فى الكتابة والحياة". ثم أوضح: "طالما تمنيت أن أكتب رواية عن الحب، فوجدت نفسى أنجز هذا المدون قبل تحقيق أمنية الرواية.. وربما يكون هذا المَخرج ما هو إلا هروب، بشكل ما، من كتابة الرواية".
يذكر أن الديوان السابق للرملى "كلنا أرامل الأجوبة" قد صدر بين الأعوام 2003 و2008 بثلاث طبعات وثلاث لغات هى العربية والأسبانية والإنجليزية.
ومن أجواء ديوانه الجديد نقرأ فى قصيدة "غلاف" التى يبدأ بها الكتاب:
"أزيحى الغلافَ؛
قشّطى جِلد كلماتى ..
ستجدينَ بأنّ عظامها ثلاثة،
وأنّ كل ما سَطَّرته
كان عَنكم.. ولَكُم:
أنتِ والموت والعراق."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة