أليس غريباً أن الدولة التى أيدت بحماس منقطع النظير ربيع الثورات العربية، هى ذاتها التى لا ينوى حكامها أن يتركوا هذا الربيع يزدهر فى بلدهم؟!
أليس غريباً أن قناة الجزيرة التى تقود إعلامياً الثورات العربية، وقد لعبت دوراً إيجابياً بالفعل، لا تتحدث من قريب أو بعيد عن أى ربيع ديمقراطى فى الإمارة الصغيرة؟
طبعاً غريب وفى غاية الغرابة، فالنظام السياسى فى قطر ليس فقط لا علاقة له بالديمقراطية، ولا بالدول الحديثة، ولكنه فى الحقيقة، يجب أن يدخل متحف التاريخ، فالحاكم هو الذى يملك وهو كل شىء، لا توجد دولة، ولكنها مثل دول الخليج.. نظم قبلية عشائرية.
هذا لا ينفى إعجابى بقطر التى أصبحت لغزاً، بتحالفاتها المريبة، وبوجود أكبر قاعدة أمريكية على أرضها. ولا ينفى إعجابى بإرادة الأمير ورجاله، ورغبتهم بأن يكون لهذه الدولة الصغيرة مكاناً بارزاً فى الخارطة والتوازنات والصراعات.. وأظنهم نجحوا بجدارة، وبإرادة لا تلين. لقد وصل الأمر إلى الحد الذى جعل مندوب ليبيا فى الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم، يصرخ: لن تكون ليبيا إمارة تابعة لقطر، ولن تستعمرها قطر أو غيرها.
لكن لماذا كل الحكام لا يخطر على بالهم أن الثورة لن تصل إليهم أبداً؟
هكذا كان يظن مبارك ورجاله. وهكذا كان وما زال يظن بشار الأسد، وعلى عبدالله صالح.. وهكذا يظن أمير قطر، فقد برر تأجيل وجود انتخابات لمجلس الشورى إلى عام 2013، بسبب «بعض البنود تأجل تطبيقه، لأسباب متعلقة بتحديات التنمية فى البلد، والأوضاع العاصفة فى المنطقة».
إنه ذات المنطق الذى يختبئ وراءه باقى الأنظمة المستبدة فى عالمنا العربى، فهل سيطول اختباؤهم؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة