محمد فودة

محمد فودة يكتب.. طوق النجاة الضائع بين صراع المليونيات!

الإثنين، 28 نوفمبر 2011 10:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم أراه بداية مرحلة جديدة فى تاريخ مصر، حيث تجرى الانتخابات البرلمانية فى جو التحدى الكبير، لكى نعبر الركود والكساد السياسى، وندخل فى جو الحياة السياسية الكريمة التى تستحقها مصر دولة وحضارة.. ولكى نحقق الهدف من ثورة 25 يناير، الديمقراطية والمدنية.. انتخابات البرلمان اليوم هى طوق النجاة بعد محاولات من الإنقاذ وسط أمواج عاتية وقيود ومحاربات داخلية وخارجية جميعها يستهدف أن تبقى مصر كما هى أو تتراجع، وتفقد ريادتها وقدرتها وبريقها على الإشعاع الحضارى المصرى غير المسبوق وغير المنافس.
ولكن المؤسف أنه رغم هذا الجو الديمقراطى الجميل الذى تعيشه مصر نرى أن الانقسامات تتزايد، وبدلاً من فض الإضرابات والاحتجاجات فى ميدان التحرير نفاجأ بأن المليونية أصبحت مليونيات، وأن هناك مليونية أخرى فى ميدان العباسية
تدافع عن المجلس العسكرى وهذا حقهم، شباب يبحث عن التوازن الاجتماعى والتوافق وعودة الاستقرار والأمن فى وقت أصبح هذا المطلب هو الأساس لمصر وللمصريين.. ومادام المجلس العسكرى قد تعهد على لسان المشير محمد حسين طنطاوى بأنه لا يرغب فى السلطة ولا يبغى الاستمرار فى حكم البلاد وقد وضع شهر يونيو 2012 ليكون ميعاد الانتخابات الرئاسية التى من خلالها سيكون يوم تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب عن طريق المجلس العسكرى، ولا أعرف لماذا تحولت كل القرارات والحلول أمام متظاهرى التحرير إلى عراقيل وإلى مقترحات مرفوضة، القضية تحولت إلى طرق مسدودة ومتاهات فى طريق المتاهات والناتج هو الضياع والبحث عن فرص ضائعة من الحلول غير المتوقعة التى ترضى جميع الأطراف، ولكن المدهش أن كل الحلول لا ترضى التحرير ومتظاهريه، ومع تقديرى الشديد لهم، فإنه من الصعوبة تحقيق هذا التوافق بعد أن أصبحت ائتلافات الثورة تفوق المائة ائتلاف، وتحول الثوار إلى صفوف بعد أن كان الأمل أن يكونوا صفاً واحداً، وكنت أنا من الذين يدعون باستمرار أن يتحد الثوار فى صف واحد وفى روح واحدة وفى كيان واحد وليس فى كم هائل من الائتلافات، كل واحد له آراؤه وحلوله واتجاهاته، المسألة تحولت إلى خطر وإلى حائط سد، نستمر فى السير مسافات ثم نفاجأ أننا أمامه بدون أى طريق جديد أو نور يقود أو وقود يدفع الحماس أو أى تحرك نحو الجديد.. حتى لقد وصل الناس إلى نقطة أشبه بنقطة الصفر، هى أشبه بانسداد فى شرايين البحث وهو موقف مخيف أؤكد أننا فى مصر لم نمر أبداً بهذا الطريق، ومن الصعوبة أن يستمر الوضع على ما هو عليه وهو ما يفجر بأن تضيع منا كل فرص الحلول التوافقية - من الصعب أن تكون كل الحلول صدامية.. ومن الصعب أن تكون كل الحلول عدائية ضد الحلول التوافقية، لا أعرف كيف وصلنا إلى يوم لا نجيد فيه الحوار وقد ضاعت الألسن، وتاهت العقول واحتارت المسافات فى أن نقترب من بعضنا البعض، نحن لانزال فى مفترق الطرق وعلينا أن نتحرك، مجرد أن نتحرك ما هو خير لنا جميعاً.. ولابد أن تعود لنا لغة الحوار التوافقى الصالح لكل الأجيال وللمستقبل الأفضل.. حتى لا يبقى الشعب فى ذعر مستمر.. اليوم نحن نترقب من الدكتور كمال الجنزورى أن يختار وزارة توافقية أصيلة شديدة التماسك.. وخاصة أنه وعد بأن تكون الوزارة تجمع بين كل أطياف المجتمع وبين شباب الثورة، وهو جاء وقد حصل على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد والتخطيط وهو ما تحتاجه مصر فى السنوات المقبلة، الدكتور الجنزورى له خبرة طويلة وسمعته ناصعة، وهو يستحق أن يكون رجل المرحلة الحرجة التى نمر بها.. فالقضية أننا فى حاجة إلى عمل وليس إلى كلام، وقد خرج الجنزورى من الوزارة من 12 عاماً ظلماً لأنه كان جاداً ونزيها وسط كم كبير من الفساد.. وطوال هذه السنوات كان صامتاً لا يزايد ولايتاجر بالحوار مثل غيره، أتمنى أن نكف فى التحرير عن فرض الرأى، أن نتحاور فى دائرة مستديرة.. تجمع كل الآراء. شباب التحرير الثائر له كل كرامة وحب وود بقلوبنا.. وعلينا أن نستثمر حماسه وأن ننميه لا أن نقمعه عن طريق رفض الحوار.. ومادام يرحب الجميع بالحوار.. فلابد أن نجلس على كلمة سواء، رافضين الانقسام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة