هذه المقالة نشرتها بتاريخ 24-2-2011، واليوم أهديها للمجلس العسكرى الذى نشرت أنباء عن اختياره للرجل.
لا أعرف كيف تحول الدكتور كمال الجنزورى، إلى بطل معارض لمجرد أنه تمت إقالته من موقعه كرئيس وزراء منذ حوالى 12 عاماً، رغم أنه لم يثبت أنه كان معارضا للرئيس السابق عندما كان وزيراً للتخطيط ومن بعدها رئيساً للوزراء.
ربما هى آليات الصحافة والإعلام المعارضة لنظام مبارك والتى كانت تحتفل بأى مسؤول رسمى عندما يترك نعيم السلطة ويقول تصريح فيه «لحسة» انتقاد، وتتجاهل السؤال الأهم إذا كان له انتقادات فلماذا قبل المنصب، وإذا قبله لماذا لم يستقل وانتظر الإقالة؟
أظن أن هذا ما حدث مع الدكتور كمال الجنزوى، وزاد الأمر جاذبية أنه ظل صامتاً طوال 12 عاماً بإيحاء أنها كانت أوامر عليا، أى أوامر الرئيس السابق، فلماذا خضع لها، وهل كان من الممكن أن يخسر أكثر من موقعه الرفيع الذى خرج منه بالفعل؟!
لا أظن، ولا أظن أنه يمكننا أن نصدق الآن وبعد تنحى مبارك الروايات التى سمعناها من الجنزورى، فالطرف الثانى الذى يؤكد أو ينفى هذه الوقائع غير موجود. طبعاً الرجل كان مشهوداً له بالنزاهة، ولكنه لم يكن وحده، ثم إن هذا لا يحوله الآن إلى نصير للحريات كما أوحى لمشاهدى برنامج العاشرة مساء.
فى عام 1999، كانت جريدة العربى تصدر يومية، والعدد الأسبوعى منها كان مدير تحريره أخى وصديقى جمال فهمى، وكنت مسؤولاً عن الديسك المركزى، وشنت الجريدة حملة صحفية ضد ديكتاتوريته، حتى أننى ما زلت أذكر أحد العناوين «هل دخل الجنزورى رئاسة الوزراء راكباً دبابة؟». وكانت النتيجة هى التهديد بعدم طبع الجريدة، وتحققت رغبته الديمقراطية بالإطاحة بالأستاذ جمال وفريقه وكنت واحداً منهم. فأى حريات التى يتحدث عنها الجنزورى الآن؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة