محمد منير

الوقيعة

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011 08:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعذرونى إذا كتبت مقالى هذا بعبارات مرتبكة بعض الشىء .. فالوضع والحال كله مرتبك.

فى الأيام الأولى لهبة يناير 2011 والتى لم يتسن لها أن تصبح ثورة، لعدم صدور أى قرار أو قانون أو إجراء اقتصادى أو حتى مطالبة واحدة بعد حدوثها لصالح الطبقات والفئات التى كانت مغبونة تحت حكم نظام وطبقة فاسدة، وظلت علاقات الإنتاج هى نفسها العلاقات ما قبل يناير 2011، وانحصرت كل الفاعليات الشعبية والشبابية فى تقييم الأشخاص والمحاكمات وتعويضات الشهداء .. وهى مطالب لا أنكر أهميتها ولكنها ليست مقومات استقرار شعب وأمة.

ما علينا أريد أن أقول، أنه فى الأيام الأولى لهذه الهبة، حاول النظام الفاسد السابق النجاة بنفسه بإحداث وقيعة بين عناصر الشعب بنشر الفتنة.. والفتنة ليست فقط دينية ولكنها الإيقاع بين الطوائف المختلفة سواء كان طوائف عمرية أو عرقية أو غير ذلك.. وبدأ النظام بنشر روح الفرقة العمرية بين طوائف الشباب وطوائف السياسيين من الأعمار المختلفة بموضوع ملكية الثورة ومن هو المسئول عنها، وبغرض فصل الشباب كقوة ضاربة عن القيادات السياسية والايدولوجية المناهضة للفساد والنظام السابق وكل ذلك بهدف أكبر هو إضعاف حركة الاحتجاج واستيعابها.. ولم ينجح المخطط لأن سوء الأحوال كان أكبر منه.

المشكلة أن هذا المخطط لم يتوقف حتى وظلت الفتنة بنفس الأسلوب قائمة حتى الآن وينشرها عملاء مندسين بين المجتمع فى ثوب ثوار ومعارضين، بهدف فصل الفئات العمرية عن بعضها وإبعاد فئات الشباب عن خبرات السياسيين المعارضين القدامى.

النتيجة السلبية هو سيادة روح التفاخر بين الشباب بأنهم طردوا من الميدان رموز سياسية تابعة لاتجاهات مختلفة مثل الإخوان واليسار وغيرهم باعتبارهم من غير الشباب أو أصحاب أيدولوجيات. مصيبة أن يقف الشباب الطامح إلى الديمقراطية ليمارس سلوك العزل والمنع.. تناقض كبير هو.

أقسم بالله أننى رأيت أشخاصاً مما قفزوا وهادنوا وتربحوا من النظام السابق وهم يتخفون برداء الثوار ويزكون هذه الروح بين الشباب الغاضب والمحتاج للخبرات، ويحاولون عزل الشباب عن الخبرات السابقة والجذور، ويفصلون فصل تعسفى جاهل متعمد بين لحظة تاريخية ولحظات التراكم السابقة لها.. وهو غرض خبيث، المقصود به إبعاد النظر والجهود عن الإجراءات التنموية الثورية الحقيقية بهدف المحافظة على استمرار وجود النظام السابق ولو بأشكال مختلفة .. هم عملاء مغرضين حتى ولو تخفوا أنا ضد استمرار العسكر فى الحكم، وضد سلبية حكومة شرف التى لم تناقش حتى قراراً واحداً لتنمية هذا البلد، وضد غباء الداخلية وأدواتهم الباطشة الموروثة.. ولكنى ضد تدمير الوطن للتعبير عن الاحتجاج وهو ما دفعنى للتساؤل لماذا الإصرار على الهجوم على وزارة الداخلية والدعوة إلى حرقها، وتعريض حياة شباب فى عمر الزهور لمخاطر ليس لها معنى.

التضحية واجبة فى الدفاع عن أرض الوطن والمبدأ والعقيدة وليس فى اقتحام وزارة الداخلية، هذه ليست ثورة.. لماذا يُطرد حازم أبوإسماعيل وصفوت حجازى وممدوح حمزة والبلتاجى من الميدان وتكرس أداء المنع والقهر الفكرى بين الشباب بدعوى ملكية الثورة .. كما قلت أنا مختلف مع كل من ذكرتهم فى المثال ولكنى ضد منعهم، واحتكار الشارع ليس من أجل عيون من ذكرتهم ولكن من أجل تكريس معنى حقيقى للديمقراطية بين الشباب.

أنا متضامن بشدة مع استمرار كل المصريين فى الشارع يمارسون كل أنواع الضغوط لإنقاذ مصر من أزمتها.. وأرفض اقتحام المنشآت حتى لو كانت وزارة الداخلية.

انهيار الاقتصاد وتوقف التنمية هو مقتل هذا البلد وهو الخطر البشع الذى يهددها الآن.
وإلى هؤلاء المعروفين اسماً وعدداً، إلى هؤلاء المستفيدين والمهادنين وقت النظام السابق والقافزين على الأحداث الآن.. أقول لهم اتقوا الله وكفوا عن الوقيعة بين الأجيال لتنفيذ مخطط أنتم مدسوسون من أجله .. مصر لكل المصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة