دعنى أقول لك بصراحة، إننى منزعج من قانون «الغدر» الذى سيصدر خلال أيام، فهو استبداد بـ«غطاء ثورى». رغم أنه فى جوهره إقصاء لقوى سياسية موجودة على الأرض، فما هو الفرق إذن بين الداعين «للغدر» وبين مبارك الذى أقصى الكثير من خصومه السياسيين؟!
سؤال أظنه منطقيا، فهذه القوى السياسية التى أصبحت فى صدارة المشهد، ترى أنها « تعبير عن الثورة ومطالب الثورة» وأحلام وأمال الشعب المصرى، فلماذا إذن تخاف من هذه «الفلول»؟!
وإذا كان الأمر كذلك، فهل هذا يعنى أن هذه القوى غير واثقة فى نجاحها، وتريد أن تحصل على ثمرة الثورة بسهولة وبدون جهد، أم أن الصورة التى تصدرها عن نفسها مبالغ فيها وغير صحيحة؟!
ثم إن هذا الإقصاء سيكون واسعا، لأن تعبير الإفساد السياسى الذى يستند عليه القانون، تعبير فضفاض وواسع، مهما حاول الذين يصيغوه ضبطه، ومن ثم سيكون هناك الكثير من الظلم لمصريين، وانتهاك لحقوقهم الدستورية.
وليس صحيحا، أن كل أعضاء الحزب الوطنى كانوا فاسدين، فهذه الأحكام الإجمالية فى غاية الخطورة، وتنقل صاحبها من خانة النقاش إلى خانة العنصرية ضد جماعة بشرية، هى بالضرورة تتضمن كل الجماعات «الصالح والطالح».
وأظن أنك مثلى تعرف أن هناك الكثيرين من أعضاء الحزب الوطنى كانوا من قبل أعضاء فى حزب مصر ومن قبله الاتحاد الاشتراكى، أى حزب السلطة، وهم قطاع كبير من كبار العائلات فى الريف والصعيد ومسؤولين كبار فى جهاز الدولة وشركاتها، لم يكن هدفهم أن يكونوا فاسدين، ولكن دفاعا عن مصالحهم، وكان الطريق الوحيد لذلك هو الحزب الحاكم.
ولو حتى تم إقصاء الصف الأول والثانى وحتى الثالث، سيظهر الرابع، فهذه مصالح لابد أن تجد من يعبر عنها.
الأمر قبل الأخير، من قال إن كل معارضى مبارك كانوا أفضل منه، أرجوك أن تلقى نظرة على وزراء فى الحكومة الحالية، مثل: وزير الإعلام ووزير التضامن، وأرجو أن تجد فروقا جوهرية بينهما وبين أنس الفقى ودكتور على المصيلحى؟!
الأمر الأخير وهو سؤال: لماذا عندما يتولى المظلوم السلطة يصبح أشد ظلما من ظالميه؟!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة