هل نزلت التحرير أو أيا من الميادين الشهيرة فى المحافظات؟ هل شاركت فى مليونية المطلب الوحيد؟ هل خرجت مستعيدا أجواء ثورة 25 يناير؟ هل حملت اللافتات المنددة بحكم العسكر وهتفت حتى ذهب صوتك؟ هل أكلت وشربت فى ميدانك؟ هل تلقيت المنشورات التى وزعها أعضاء الجماعات والتيارات؟ هل استمعت إلى الخطب العصماء وغير العصماء التى ألقيت عليك من المنصات والميكروفونات المنتشرة؟ هل فرحت لأنك التقيت العديد من المشاهير ومرشحى الرئاسة ووجوه التليفزيون الذين لا يفوتون فرصة للظهور إلا واقتنصوها؟ هل تعبت من البقاء فى الشمس والبرد فقررت العودة للمنزل؟ هل أخذت حماما وتناولت عشاءك وجلست أمام التليفزيون تتابع الحدث الذى شاركت فى صناعته؟ هل قررت الذهاب إلى النوم؟ إذن حمدا لله على السلامة من الاستعراض الكبير وفى انتظارك عندما يدعو الداعى إلى استعراض جديد
فى المقابل هل سألت نفسك تحديدا، لماذا أشارك فى جمعة المطلب الوحيد؟ من هم الذين يتفقون معى فى المطالب ومن الذين يختلفون؟ ولماذا يشارك فى المظاهرة أناس يختلفون معى فى المطالب بينما يمتنع عن المشاركة آخرون متوافقون مع ما أعتقد؟ هل هذه المظاهرات التى تطالب بتسليم السلطة تضع إطارا لتسليمها؟ هل تختلف مثلا مع ما جاء فى الإعلان الدستورى من أن تسليم السلطة يمر بمراحل منها الانتخابات البرلمانية والرئاسية ووضع الدستور؟ هل تعترض بخروجك فى هذه المظاهرات على إجراء الانتخابات بعد أيام، تطالب بإلغائها أو تسريع وتيرتها أو تعديلها؟ هل وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور هى أساس الاعتراض بالنسبة إليك وهل تحدد وجوه اعتراضك أم ترفضها من الأساس؟. وعلى أى أساس يقوم اعتراضك أو رفضك للوثيقة، سماعى أم تلقينى من شيوخك وأساتذتك وقيادتك التنظيمية؟
هل تعتبر أن الخروج لميدان التحرير أو ميدان مصطفى محمود أو أيا من ميادين المحافظات نوعا من إعلان الغضب والسلام ورسالة يجب أن يبعث بها المواطنون النشطاء كما يجب أن يتلقاها المجلس العسكرى والحكومة؟ ماذا بعد أن يتلقوها؟ ما البدائل التى تقترحها أنت وزملاؤك ومؤيدوك وهل تعتقد بقدرتك على حشد المؤيدين لمطالبك؟ وكيف تقيس ذلك بالمليونية التى خرج فيها فرقاء ويحركها فرقاء؟ من الذى يستطيع أن يحصى مؤيديه من الخمسين مليونا المقيدين فى الكشوف الانتخابية؟
هل كل منا لديه القدرة على مراجعة نفسه وتصرفاته ومعرفة لماذا يتحرك بهذه الطريقة أو تلك فى هذا الوقت أو ذاك؟ لأن كثيرين منا يتحركون بالأمر أو بالحشد دون أن يسألوا أنفسهم لماذا وكيف ومن أجل من؟ لهذا نخرج فى المليونيات ونهتف ونرفع اللافتات ونعود إلى بيوتنا دون أن يتقدم البلد خطوة واحدة إلى الأمام!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على
لماذا؟
عدد الردود 0
بواسطة:
thetruth
الحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
د نبيل المناخلي
سعادتك ترشدني بايه يااستاذ
عدد الردود 0
بواسطة:
ismail
المتحف المصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود القاضي
خفه الدم زادت جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
مصر بعد الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
كتاكيتو بنى
ولما تشوف الدنيا هايصه ولايصه يبقى انت اكيد فى مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
انشر
مع أنني أحترم بعض مقالاتك إلا أن
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الى رقم 6
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم بهجت
موتوا بغيظكم
موتوا بغيظكم