سعيد شعيب

دروس صربيا

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011 07:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن الثورة قامت فى صربيا منذ حوالى 12 عاماً، فإنها لم تحقق حتى الآن الأهداف التى قامت من أجلها.. فما هى الأسباب؟

وهو أمر مرعب جعلنى أوجه هذا السؤال إلى رئيس اتحاد الصحفيين برانسيلاف كانكاك، وكانت إجابته المختصرة فى أمرين:

الأول أن القوى السياسية التى حملت عبء الثورة انقسمت وتصارعت، ولم تتفق على قواعد أساسية لإدارة الدولة، فهناك مثلاً من كان وما زال يرى من المتعصبين للقومية الصربية أن الغرب وأمريكا هم رجس من عمل الشيطان وروسيا هى الحليف الاستراتيجى الأبدى، وتصور كل طرف أنه المعبر عن الأغلبية وأنه يستطيع وحده احتكار الدولة وبنائها على «مزاجه».
كانت النتيجة هى أن رجال النظام السابق سيطروا على كل شىء، ولم تستطع الثورة إنجاز مهمة إعادة بناء الدولة على أسس الحرية والعدل، وضاع الثمن الغالى الذى دفعه أبناء صربيا فى ثورتهم المجيدة.

هذا يحدث عندنا، أنصار التيار الدينى لا يريدون الاتفاق على أسس إدارة الدولة، ليس لأنهم يؤمنون بحق الشعب فى الاختيار، ولكن لأنهم يؤمنون بأن الغالبية معهم الآن، ولو أرادت هذه الأغلبية العكس ما نادوا بحقها فى الاختيار، بل سيحجرون عليها.

الدرس الثانى هو تأجيل المطالبات لحين تحقيق الديمقراطية، فلا تحققت الديمقراطية ولا تحققت المطالبات.. والذى يقصده رئيس اتحاد الصحفيين فى صربيا أن من حق كل القوى الاجتماعية أن تناضل لوضع خارطة طريق لمطالبها، سواءً كانت فئوية أو غير فئوية، فبناء الدولة الجديدة لا يقتصر على الديمقراطية السياسية، ولكن أرضه الصلبة هى بناء النقابات والجمعيات الأهلية وغيرها من منظمات المجتمع المدنى على أسس ديمقراطية، وبناء حرية الرأى والتعبير والتنظيم، وفى القلب منها حرية الاعتصام والتظاهر والإضراب وحرية الصحافة والإعلام.. إلخ.

رغم كل ذلك فـ«كانكاك» متفائل بالثورة المصرية، فهو يرى أننا نسأل الأسئلة الصحيحة، وهذا سيوصلنا حسب تأكيده إلى الإجابات الصحيحة.
أتمنى يا صديقى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة