تنتابنى حالة من الدهشة الممزوجة بالغضب، لما شاهدته من بجاحة وتطاول فلول الحزب الوطنى المنحل، الذين أعادوا تنظيم صفوفهم فى 8 أحزاب جديدة، حاولوا من خلالها تغيير جلودهم، والانسلاخ من تاريخهم الملطخ بالفساد السياسى، حيث شن هؤلاء هجوماً حاداً على الثورة ورموزها، بل وجدناهم يخرجون فى مؤتمرات مشبوهة، يتوعدون باحتلال الصعيد، ونشر الفوضى باستخدام البلطجة والإرهاب، كورقة ضغط للعودة للبرلمان القادم، وعلى الأخص التهديد بقطع الطرق والسكك الحديدية وكابلات التليفونات والكهرباء، واقتحام مقار اللجان واحتلال المحافظات، وإحداث فوضى عارمة فى البلاد، باستخدام الأساليب الغوغائية فى حالة صدور قانون العزل السياسى، مواصلين بذلك بلطجتهم السياسية، متوهمين أنه مازال بإمكانهم إعادة عقارب الساعة للخلف.
وأرى أن أنسب رد على هؤلاء الذين أعلنوا أمام وسائل الإعلام مخططهم الفوضوى، أن تحل أحزابهم، ويحاسبوا فورا بشكل قانونى، وأن يصدر قانون العزل السياسى، ليحرم هؤلاء من التمثيل فى البرلمان أو المحليات، وأن يُفعّل قانون الغدر، ويحصر كل أعضاء «الوطنى»، خاصة الرموز، وتعلن أسماؤهم فى الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، حتى يعلموا أن يد المحاسبة ستطالهم جميعا، وأن المصريين لن يخشوا هؤلاء الأزلام للطاغية مبارك.
كما لابد أن يعلم هؤلاء المفسدون، أن للثورة رجالاً لن يهدأ لهم بال حتى تكتمل ثورتهم، وتطهر البلاد من رجس نظام الطاغية مبارك وفلوله، وإذا اضطروا لبذل المزيد من الشهداء، لمواجهة أى مخطط ينال من ثورتهم ومكتسباتها، فسيكونون على كامل الاستعداد، ولن ترهبهم هذه الأصوات الفاسدة، التى نعلم أنها أضعف من أن تواجه شباب الثورة الأطهار.
لكن هناك علامات استفهام كثيرة، تحيط بالشجاعة التى تدفع هؤلاء الفلول لهذا التبجح، ولابد أن نعترف جميعًا بأن هناك أيادىَ خفية تموّل هؤلاء الفلول، وتدفعهم لتصدّر المشهد السياسى من جديد، محاولةً أن تُطيل أعمار بقايا النظام البائد، من خلال هذه المجموعات المأجورة، ولا أستبعد أن يكون هؤلاء مموّلين من مبارك وأسرته، مستغلين أن كثيراً من أعضاء الوطنى المنحل لم تصل إليهم يد العدالة حتى الآن.
لعل القانون يعطى لكل المصريين حق ممارسة العمل السياسى، لكن من يهدد أمن وسلامة المجتمع، ويحاول النيل من ثورتنا المباركة، لابد أن نواجههم بكل حسم، ولا تأخذنا بهم رأفة ولا رحمة، فهؤلاء كالسرطان إذا لم يُستأصل فورا، فسينتشر فى جسد الوطن ويدمر مستقبل أبنائنا.
وكيف لنا أن نقف مكتوفى الأيدى، أمام قيام «الفلول» بجمع أكثر من مليار ونصف المليار جنيه لتمويل عملية سطوهم على مجالسنا النيابية، بمختلف أنواعها، فذلك يستدعى منا سرعة محاسبة الفسدة الذين جمعوا ثروات ضخمة بطرق غير مشروعة، قبل أن يستخدموا هذه الثروات فى إعادة إحياء نظامهم البائد، وأهيب بشباب الثورة والحكومة والمجلس العسكرى، أن يواجهوا هؤلاء المفسدين بكل قوة، قبل أن تقوى شوكتهم، وتنجح مخططاتهم فى إفساد أهداف ثورتنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة