لا وقت للبكاء على بلدنا، لا وقت للشكوى، ولو كانت فى محلها، لا وقت لنضرب الرمل والودع لنعرف إلى أين نذهب، بلدنا فى حاجة إلى كل دقيقة نضيعها فى السخرية منه أو محاولة تفسير أصبحت ماضيًا، بلدنا يحتاج لنا فى كامل وعينا وكل ضميرنا، من يحب هذا البلد يعمل من أجله، يصلى من أجله، يصمت من أجله، يفكر من أجله.
كلنا نحب هذا البلد، بلدنا، ليس لنا إلا هذه الشوارع، ولو كانت موحشة، هذا بلدنا الجميل بكل ما فيه من قبح نتمنى أن نمحوه ونغيره، هذه ذكرياتنا، وهنا كل ما نملك من بشر نحبهم ويحبوننا، نفهمهم من إشارة ويفهموننا دون أن ننطق حرفًا، هذا بلدنا وليس لنا سواه، نكرهه أحيانًا لأننا نحبه طول الوقت، نتعذب به دائمًا لأننا نخاف عليه العمر كله، نهرب منه لأننا نعشق ترابه.
من هذا الحب غير المعلن يجب أن نبدأ، هذا بلد يحتاج أن نحبه أكثر من أى وقت مضى، ونخاف عليه أكثر من أى زمن مضى، ونعمل من أجل بقائه أكثر من أى ماضٍ كان معنا.
هذه لحظة يجب أن نستعيد فيها احترامنا وثقتنا فى أنفسنا، ونتعلم أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد أهمية أن نكون كيانًا مصريّا واحدًا.
هذه لحظة يجب فيها أن نعلو على خلافاتنا ونعلن معاهدة صلح عام لكل المصريين، تتوقف الاتهامات التى نتبادلها كل يوم لنحافظ على قيمة وكيان وقوة بلدنا، نحافظ على المسافة التى تفصلنا عن سقوط وشيك يمكن أن نذهب له بكل إرادتنا!
الوضع خطير، ومن لا يعرف الحقيقة إما جاهل أو مأجور أو أعمى، لا رفاهية الآن للنفخ فى الرماد ليصبح نارًا، يجب أن نتذكر أننا أبناء بلد كبير اسمه مصر، للأسف هناك من أفسد فرحتنا به ويفسد كل يوم ثقتنا ببلدنا، يسخر منه ونحن نضحك، يمحوه ونحن نوافق، يلعنه ونحن نقول آمين!
استيقظوا لنعرف قيمة بلدنا، قيمة كل نقطة تراب نمسحها من جبيننا آخر النهار، قيمة كل رمز مصرى أعطانا عمره، لنوقف هذا الزحف الذى يتم بشكل منظم من أجل أن يحصل البعض على قطعة من بلدنا.
استيقظوا لنعرف أننا نملك ما لا يملكه غيرنا، وأن من الظلم مع كل ما نملكه أن يكون هذا مستوى ما نعيشه، هناك مؤامرة على بلدنا، من ينكرها لا يفهم نفوس الأمم والشعوب ومحررى التاريخ، وأظن من الذكاء أن ننقذ أنفسنا ونحن على البر بدلاً من أن نضطر إلى ذلك ونحن غرقى.
اعرفوا قيمة مصر من فضلكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة