هل الحياة صعبة؟ جدّا، والأفضل أن تنسى هذا السؤال، والإجابة، وتستمتع بحياتك!
الحياة صعبة، تزداد صعوبة كلما دققت النظر لها وكررت عبارة: الحياة صعبة، أفضل طريقة للقفز على صعوبة الحياة هى: أن تتمنى حياة أفضل، تضحك من قلبك، ولا تنسى أن الحياة قصيرة مهما طالت، وأنك الأقوى مهما كانت الحياة عنيدة، وتحمل مفاجآت سيئة.
الحياة صعبة، وتزداد صعوبة كلما قررنا أن ننسحب منها، كلما نظرنا لها على أننا تعساء، وسنبقى فيها تعساء، هذا هو الكابوس الذى نصنعه ونظل نعلق عليه كل آلامنا فى الحياة.
خلق الله سبحانه وتعالى الحياة ليسعد الإنسان بها، والشقاء فيها هو من صنع الإنسان، نضع غالبًا علامة صح على الاختيار الخطأ، ونمضى نشكو منه، فلماذا لا تصحح اختياراتك مهما كانت، دفاعًا عن حياتك التى لابد أن تستمتع بها وتعيش فيها حياة أقرب إلى ما تريده.
هل جربت أن ترسل عقلك فى إجازة؟.. هذه هى الخطوة الأولى التى يمكن أن تستعيد نفسك بها، يحصل العقل على قسط مريح ومعقول وكافٍ من إجازة، التفكير الدائم المستمر فى الأشياء نفسها تمامًا مثل النظر فى الاتجاه نفسه، فماذا سترى؟
سترى ما تراه دائمًا نفسه، وتفكر فى الأشياء نفسها، وتعيش حالة الملل نفسها التى تخنق حياتك دون أن تدرى، عقلك فى إجازة، استراحة مهما كان ثمنها، مهما كان هناك ما يشغلك، العقل المجهد هو أفضل طريقة لانتحار صاحبه ببطء، وسيلة لا تؤدى إلا إلى موت مفجع مفاجئ. العقل فى إجازة، هو أن تقرر التفكير فى أشياء جميلة نسيتها، هو أن تفعل أشياء بسيطة تتصور دائمًا أنها تضيع الوقت والعمر، المشى مثلاً، لعبة، كتابة أمانيك على ورق ملون، التفتيش فى أوراقك وذكرياتك عن الحب الأول، أن تسافر إلى مكان لا تربطك معه أى علاقة، أن تجلس إلى البحر نصف يوم تنتظر سمكة لن تأتى، أن تقرأ رواية أو كتابًا تحبه، المهم أن تمنح عقلك المجهد إجازة، تفصله عن متاعب الحياة وهلاكها ومصاعبها التى تهددك كل يوم بأنها ستهزمك وسوف تقتلك، لن تستطيع أن تبدأ حياة جديدة بدون أن تحصل على إجازة ولو قصيرة، إجازة العقل تجعلك أقرب إلى نفسك، حين تعود سوف تكتشف أن هناك الكثير جدّا من المشاكل التى كنت تراها عملاقة، يصعب حلها، هى مجرد فراشات صغيرة يمكن أن تنفخ فيها فتبتعد، سوف تتأكد أن حياتك بها الكثير من الأشياء الممتعة التى لا تستخدمها، أبسطها صحتك، قدرتك على أن تمشى أو تنام أو تجلس أو تلعب مع أطفالك، أن تصلى لله صلاة خاشعة قريبة.
حياتك مليئة بأشياء بديعة ورائعة، لكن قربها منك وقربك منها يجعلك لا تراها ولا تلمسها، ولا تدرك أنها معك.. بينما ترى دائمًا ما يأتى من بعيد، الكوارث والمشاكل والأزمات التى تفاجئك تراها وتشعر بها وتعرف كم هى كبيرة وصعبة وخطيرة، على الرغم من أن معك، بين يديك وأقرب، حلول جيدة وملهمة وعلاج رائع لكل الجروح، عندك ما يكفى لتشعر بأن حياتك دافئة جميلة، الإنسان الذكى ليس هو من يحمل عبقرية البحث عن أشياء بعيدة تسعده.. لكنه من يملك القدرة الإنسانية على اكتشاف ما يملك بالفعل والاستمتاع به إلى أقصى درجة.
ما عندك يكفى لتصبح أروع.. يجب أن تعرف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة