فاطمة خير

لا مصر.. ولا يحزنون!

الخميس، 27 أكتوبر 2011 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تنتظروا كتابةً عن شاشاتٍ لن يقُدَرَ لكم أن تروها بعد حين!، فالكلام.. كل الكلام عن برامج أو أعمال درامية، هو من قبيل العبث؛ إن كنا بعد أقل من شهرين سنبدأ سلسلة التنازلات الجبرية عما نريد وعما نحب، لصالح العيش بسلامٍ فى ظل قوى تكره كل ما نحب!.

لو قُدِرَ لمن يحتقرون الفن، ويحرمون العمل به، أن يتولوا مقادير أمورنا، بعد انتخابات مجلس الشعب القادمة، فما هى سوى شهور قليلة، حتى تصبح كل الشاشات التى نكتب عنها، والتى تشاهدونها.. مجرد ذكرى تحكون عنها لأحفادكم لا أكثر!، ستخبرونهم بأن يوماً كانت امرأة تظهر على الشاشة لتقدم برامج أو لتمثل فى مسلسل.. ولن يصدقوكم، وإن فعلوا، سيطلبون منكم الاستغفار فوراً لأنكم عشتم زمن المحرمات، فأحفادكم.. لن يكونوا حينها هؤلاء الذين فى تصوراتكم للمستقبل، سيكونون أبناء لزمنٍ آخر، يعرفون من المحرمات أكثر مما يعرفون من المباحات، فهم لن يعترفوا بأن الأصل فى الأشياء الإباحة، سيكون «الحرام» هو أكثر الكلمات التى تتردد على أسماعهم.. وسيصدقونها!

أبناؤكم وأحفادكم – لو أن المتسترين بالدين أصبحوا ولاة أمورنا – سيكونون أكثر قسوةً مما تتصورون، لن يعرفوا من الأصل كل ما تربينا عليه نحن فيصبحوا مثلنا، لن يعرفوا الموسيقى ليحبوها، ولن يشاهدوا السينما ليحلقوا فى عالمها، لن يعرف رجالهم شكل النساء، ولن تعرف نساؤهم من الرجال سوى أنهم صيادو جنس، لن يعرفوا حتى أنهم مصريون ؛ فإذا حكمنا من قال كبيرهم «طظ فى مصر»، من المنطقى أن لن تكون وقتها مصر.. ولا يحزنون!.

اعذرونى - من فضلكم – لو عجزت عن تنميق الكلام، أو بعث الأمل استناداً إلى أن الأفضل هو حتماً ما تقضى به المقادير، فالله يا سادة «لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم»، وما نصنعه اليوم لابد سنعيشه غداً، صدقونى لو استسلمنا لطيور الظلام، الغارقين فى ماض غير موجود سوى فى مخيلاتهم ؛ فمن الذى يتوهم أن الغد سيضيئه نور العدل والحق والحرية، «الحداية ما بترميش كتاكيت» هكذا علمنا تراثنا المصرى، الذى سيغدو فى سماءٍ تكسوها الخفافيش رجساً لن يحل لنا اجتراره لنتصبر به على أصعب الأيام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة