فاطمة خير

د.أبو الفتوح.. والفشل.. والمعركة الأخيرة

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011 08:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين سألت مقدمة برنامج 90 دقيقة "ريهام السهلى"، د.عبد المنعم أبو الفتوح - المرشح الرئاسى (المحتمل)، عن رؤيته للنهوض بالسياحة، أجابها بأن قطاع السياحة عندنا "فاشل"، أراد أبو الفتوح، الهرب من الرد على سؤال سيتبين من إجابته ولابد، الوجه القبيح لتيار لا يؤمن بالحريات ولا الانفتاح على الآخر، ولا يملك مشروعاً للنهوض بأى شىء سوى طموحاته السياسية، المرشح الذى حاول الالتفاف على الرد، لم يدر أنه قدمه دون أن يدرى، حين أوضح أن مفهومه عن السياحة هى السياحة الصحية والأثرية وسياحة المؤتمرات، بمعنى آخر، لا مكان فى دولة أحكمها لمن لا يرتدى "الزى الشرعى"؛ بل إنه أوضح قدر المستطاع أن السياحة التى كانت موجودة لا يرضى عنها "المجتمع المصرى"، المجتمع الذى تدارك بعد ذلك أنه هو الذى سيحكم الدولة من خلال البرلمان الذى سيختاره بغض النظر عمن جاء رئيساً، لذا فإن من سيحدد نوع السياحة والزى الذى سيرتديه السائحون.. بل والمصريون هو "المجتمع"، فإذا تم فرض الحجاب من البرلمان، ستكون هذه هى إرادة الشعب، ومن الذى يستطيع حينها أن يعصيها!، فهل هذا هو استخفاف بالعقول؟ أم "بيان رئاسى" بأنه "اسمعوا الكلام.. وإلا..."!.

سيدى المرشح الفاضل، من حقك أن تحلم كما تشاء، ومن حقك أن تسعى لتحقيق طموح فريقك السياسى – مهما حاولت نفى أنك تنتمى لفريق، لكن ليس من حقك تهميش أدوار الآخرين ولا رؤاهم ولا رغباتهم، ولا أن تفرض عليهم العيش بأسلوب ارتأيت أنت أنه الأنسب، سيدى.. لقد أخفتنى كثيراً وأنا أتابع حوارك، سيدى.. أنا مصرية كغيرى أحب أن أعيش فى بلدى لا سواها، كما أريد.. لا كما يفرضه على أحد، كنت أتوقع منك أن تقدم مشروعاً سياحياً يضع بلدى فى المقدمة، وأن تمتلك لذلك رؤية حقيقية، لا أن تهاجم وحسب، لا أن تتهم غيرك بالفشل لمجرد أنه لا يسير على هواك، سيدى لقد هاجمت من قالوا إن "الإسلاميين" سيدمرون السياحة لأنهم يرفضون "البيكينى"، لكنك فعلت الأمر نفسه، حين اعتبرت أن "ملابس" السائحين، هى سبب البلاء والفشل!، سيدى هل فاتتك قراءة الصحافة الأجنبية التى تتابع ما يحدث فى بلادنا، وكتبت كثير من صحفها، أن من يدعون لقتل السياح قد خرجوا من السجون؟!، فهل بعد ذلك من دعاية أسوأ؟ هل عرفت سيدى الآن من هو سبب الفشل؟

سيدى إن من يبحث عن البناء لا يستبعد أحداً من مشاريعه، وحده من يحلم بالهدم هو من يعتقد بأنه امتلك ناصية الحقيقة، وأنه "المخلص الإلهى" الذى سيأتى أخيراً بالهداية للبشر.

سيدى.. هذا الأسلوب الصادم، جعلنى أشعر بأننى أجلس أمام حاكم حقيقى لسان حاله يقول: افعلى ما أقول.. وإلا!، فما بالنا لو أنه أصبح حاكماً بالفعل؟ هل لمعارضيه مثلى (وغيرى كثيرين) مكاناً فى هذا البلد؟، إذا كان أول القصيدة.. زجر - مهما كانت درجة "تزويق" الأسلوب-، فتصوروا معى ماذا ستكون النهاية؟!.

أخوتى فى المواطنة المصرية.. يبدو أنها "المعركة الأخيرة"، ويا غالب.. يا مغلوب!
تذكروا جيداً ما أقول لكم، لو أن زمناً مُراً قد أتى، فهذا لأنّنا لم نكن على قدر المعركة، ولو أن إرادة الحياة انتصرت فسنجلس سوياً نحتفى بزمنٍ رائعٍ آت، نبنى فيه بلادنا كما تستحق ويليق بها، وكما نحلم بها لا كما يحلم أعداء الحياة، الحالمون بكهوفٍ مظلمة لا يدخلها النور ولا الحب ولا الفرحة، الكارهون للحياة الباقون فيها "ترانزيت" لأجل الآخرة، ناسين أن الله جل جلاله خلقنا كى نحيا، ويميتنا حين يقضى بذلك، ولو أن الحياة "رجسٌ" أو ذنب علينا أن نحيا فقط لنكفر عنه، ما خلقنا الله.. ولا جعل فى الأرض عماراً.

اللهم الطف بنا فيما قضت المقادير، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا يا كريم، ولا تكلنا لمن لا يستحقون أن يكونوا ولاة أمورنا، ولا تحلنا إلى قساة القلب مستبيحى الحريات والأرواح، والهمنا أن ندافع عن بلادنا فى وجه من يتلفحون بالدين كى يخفوا جشعاً للسلطة بلا حدود.

اللهم احمى بلادنا من جالبى الاحتلال

قولوا .. آمين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة