ناجح إبراهيم

السلفيون والإخوان .. هل يعودون للتحالف أم يستمر الصراع؟!

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011 10:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتطور الحركة السلفية عامة وبالإسكندرية خاصة تطورات دراماتيكية حتى لا تكاد تميز بين خطواتها الانفتاحية وخطوات الإخوان.فقد أقام الإخوان مؤتمرهم الكبير الخاص بالمرأة منذ عدة أشهر، ومنذ يومين دشنت الدعوة السلفية فى الإسكندرية مؤتمرها النسائى الأول بعنوان «دور المرأة المصرية فى العمل السياسى» تدشيناً لإدخال المرأة السلفية فى العمل السياسى.
فقد كانت المدرسة السلفية ترفض بشدة دخول المرأة فى السياسة سواء كناخبة أو مرشحة، ومنذ أسابيع دشن حزب النور وكذلك حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال بالتعاون مع مديرية الصحة بالإسكندرية ومن قبلها قام كل منهما مستقلاً ببيع الأدوات المدرسية بأسعار زهيدة فى المناطق الشعبية.. وهكذا تتلاشى المساحات الفكرية والعملية بين الإخوان والسلفيين.
ومعظم التحولات الكبرى فى الفكر السلفى حدثت بعد ثورة 25 يناير التى أشعلت فتيل التطور السياسى لدى الحركة السلفية حتى لا تكاد تلمس الآن أى خلاف فكرى أو عملى بين الإخوان والسلفيين، فقد ذابت مناطق الخلاف بينهما والتى كانت تتمثل فى نقاط ثلاث هى المظاهرات ودخول البرلمان وتكوين الأحزاب.
والآن تم تكوين عدة أحزاب سلفية فى القاهرة والإسكندرية أشهرها وأقواها «حزب النور» الذى ينتشر بقوة فى الإسكندرية وضواحيها وهم يجهزون بكل قوة للانتخابات البرلمانية القادمة وبذلك ليس هناك أى خلاف فكرى أو سياسى حقيقى بين الإخوان والسلفيين.
ورغم ذلك هناك تباعد بين الطرفين لا تخطئه العين المجردة.. فضلاً عن الميكروسكوب السياسى.. فضلاً عن غياب التنسيق السياسى والانتخابى بينهما ولا أدرى ما السبب الحقيقى فى ذلك كله!!!.
ولكن كل الوقائع تشير إلى أنه خلاف على عدد المقاعد الذى منحه التحالف والإخوان للسلفيين. وقد شعر السلفيون بالهضم والغبن من قلة هذا العدد وأنه أقل من حجمهم الحقيقى فى الشارع عامة وفى الشارع السكندرى خاصة، وقد يكون هذا الشعور صحيحاً وقد تثبت الانتخابات خطأه فالمؤتمرات الدعوية تختلف عن الانتخابات اختلافاً جذرياً. وفى حالة انفصال التيار السلفى ومعه الجماعة الإسلامية عن الإخوان فى الانتخابات فسوف تتفرق أصوات الناخبين بين المرشحين الإسلاميين. وقد يكون من مصلحة السلفيين أن يتحالفوا مع الإخوان فى الانتخابات القادمة لأن ذلك سينفع السلفيين أكثر مما ينفع الإخوان داخلياً وخارجياً.. وقد تظهر الأيام أهمية هذا الرأى بعد سنوات قليلة.
وإذا كان الإخوان قد اختاروا العباءة الليبرالية للتحالف معها لطمأنة الغرب وأمريكا والعرب وإعطاء صورة توافقية للبرلمان والحكومة القادمة وطمأنة الجميع أن الإسلاميين لن يستأثروا بالسلطة فهذا فى مصلحة الإخوان والليبراليين والوطن جميعاً. فالاستقطاب الحاد بين الإسلاميين والليبراليين من جهة وبين السلفيين والإخوان من جهة سيضر بالوطن وبالأطراف كلها.
أما الضرر الأكبر فيكمن فى خسارة الإسلاميين لعوام المسلمين الذين سيسأمون من كثرة خلافات الإسلاميين السياسية والتى سترتدى حتماً ثوباً دينياً قد تظهر جلية بعد عدة سنوات وكل هذا سيضر الإسلام والدين ولا ينفعه. ومعظم عوام المسلمين قد يفهمون معنى التعددية السياسية بين أحزاب مختلفة المرجعية.. أما أن يتصارع حزبان إسلاميان أو أكثر على مقاعد واحدة فسوف يثير حنق وغضب المسلم العادى الذى سيفهم ذلك على أنه صراع مبكر على السلطة فينأى بنفسه عن دعم الفريقين.
وإذا شعر السلفيون بالغبن السياسى فى تحالفهم مع الإخوان فلا ضير من هذا الغبن السياسى لأن الغبن السياسى قد يكون أفضل حالاً من سير الإنسان بمفرده وهو بلا تجربة سابقة فتتخاطفه الذئاب من كل مكان ويسقطه اللئام فى الخطأ تلو الخطأ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة