ماذا نريد؟ هذا هو السؤال الأهم فى هذا الوقت، عندما نملك الإجابة عنه سوف نمتلك القدرة على أن نكون فى المكان الذى يجب أن نذهب إليه.
لن نحصل على كل شىء، لن نتفادى الفوضى ونحصل على الحرية، لن نعبر الجوع ونصل إلى الأمان، لن نناقش الأمس ونحلم بالغد.. إلا إذا كان لدينا اختيار واضح وصريح، المشكلة أننا كلنا مشتركون فى الخطأ نفسه: نريد كل شىء، الفوضى والحرية والرخاء والأمان والماضى والمستقبل والانتقام والاستقرار.
السؤال يجب تعديله من: البلد رايحة على فين؟ إلى: أين نريد أن نذهب؟.. صبر السنين تحول إلى شهوة، والانتظار الذى دام عمرًا أصبح طمعًا، لن نتقدم خطوة إلا إذا كانت إجابة هذا السؤال حاضرة، ماذا نريد؟
حين نتفق على شكل الوطن الذى نريده سوف نملك خطواتنا التالية لرسم الوطن كما نتمنى ونحب ويجب، لن نخشى من يحكم لأننا نحلم، سوف يصبح الوطن مشروعًا عظيمًا نعمل على اكتماله فى أسرع وقت بأعلى جودة بأقل خسائر، سوف نتغير من أجل وطن يشبهنا، سوف نترك أسوأ عاداتنا ونتحول إلى شخصيات أسطورية تملك أن تغير الواقع المر جدّا.. إلى واقع طبيعى فيه حياة يمكن أن نعيشها.
كلما تعاملنا مع الوطن على أنه مجرد خطوط وزوايا على الخريطة، رمل وأرض وماء وبشر، لن نصل بهذا الوطن إلى وطن، الوطن يبدو مثل بيت مهجور منذ سنوات، يحتاج أن نحلم من أجله حلمًا جماعيّا، ليعود بيتًا يضمنا، لن يعود بالأمانى وحدها ولا بحل لغز سنوات مضت، ولن تعود، لن يعود بخناقة أو معركة أو ثورات جديدة كما يناشد البعض.
الوطن يعود بهمة جماعية وحلم نرى فيه وطنًا كبيرًا قويّا جميلاً ملونًا زاهيًا.
لدينا 50 مليون مصرى، قادرون على العمل اليوم، قادرون على زراعة صحراء وتجديد مدن وتدوير مصانع، يجب أن نحفر فى الصخر لنصبح وطنًا سعيدًا فى سنوات قليلة، أن نتحدى الظرف الصعب ونتحول من: من ضد من؟ إلى: من مع من؟
أصعب أزماتنا تبدو تافهة فى مقابل الحلم بوطن واحد محترم، يجب أن نحلم بالدولة التى نتشرف بأننا صنعناها، بوطن صنع بسواعد مواطنيه، بعرق ناسه، بفكر أهله.
إننا يمكن أن ننظف بلدنا فى يوم واحد لو كل واحد رفع من على الأرض ورقة، يمكن أن نجدد بيوتنا فى شهر واحد لو كل عائلة غسلت حوائط بيتها، يمكن أن نضيف لاقتصادنا نصف مليار جنيه فى اليوم لو كل واحد أضاف لإنتاجه ما يساوى عشر جنيهات فى اليوم، نستطيع أن نضرب مثلاً فى الوطنية لو كل واحد جعل علاقته بالله.. مع الله.
بلدنا تحتاج لنا، لضمائرنا لمشاعرنا لعرقنا لعملنا لأفكارنا، أن نتنازل اليوم لنكسب غدًا وطنًا نعيش فيه سعداء، لا نخاف من جوع ولا نخشى فوضى ولا ننتظر أزمة ولا نعيش على أسوأ ما فى الماضى.
أخطاء خمسين عامًا مضت.. يمكن أن نصححها فى خمس سنوات قادمة، تخيل خمس سنوات ثم تعيش فى وطن حر كريم نظيف قوى، فقط أجب عن السؤال التالى: ماذا نريد؟ ونبدأ مشروع وطن. أن يصبح الوطن كله مشروعًا قوميّا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة