قررت أن أقاطع الترشح للانتخابات البرلمانية، وذلك بعد أن فشل حزب السلامة والتنمية الذى نؤسسه فى الحصول على أى مكان فى القوائم التى يسيطر عليها ويعدها بشكل منفرد واستعلائى الإخوان المسلمون، كما لم أستطع الحصول على وعد بالتنسيق فى الفردى على دائرة دكرنس بالدقهلية مع الإخوان أو مع السلفيين، وأرسل لى الإخوان رسالة يقولون فيها: يمكنك دخول الشورى فردى، لأن عندنا مرشح قوى فى الشعب. كنت قررت ألاّ أخوض انتخابات فى مواجهة إسلامى آخر، ولذلك قررت الانسحاب من العملية الانتخابية، والآن فى دائرة دكرنس التى كنت سأترشح فيها يوجد مرشح سلفى لحزب النور سيواجه المرشح الإخوانى فى الفردى، رغم أن الإسلاميين وكثيرًا ممن تفاوضت معهم قالوا: إنه يجب التنسيق بحيث لا يواجه إسلامى إسلاميّا آخر فى الفردى.
كنت ظننت أن الإخوان المسلمين تغيروا حين جلسوا مع بقية القوى الإسلامية الجديدة يتحدثون معهم أنهم يريدون أن يشكلوا كتلة إسلامية حرجة داخل التحالف الوطنى، ولكن حين جد الجد فإن مسؤول التنسيق محمد البلتاجى اعتبر أن الأحزاب الإسلامية الجديدة ستكون عبئًا على الجماعة، وقرر التخلص منها طالبًا مثلاً من حزب فقير مثل حزب السلامة والتنمية أن يدفع مرشحوه مبلغ مائة ألف جنيه ليكونوا على موقع متقدم من القائمة.
تصرف الإخوان المسلمون كعادتهم بنوع من البراجماتية السياسية تجاه الأحزاب الإسلامية الجديدة، فهم لا يزالون يرفضون أن يكونوا شريكًا مع الآخرين فى العملية السياسية، إنهم يريدون أن يكونوا هم مالكيها الوحيدين ومنسقيها كما يريدون.
على الجانب الآخر فإن الوافد السلفى الجديد وممثله حزب النور يتصرف فى الانتخابات من منطلق إثبات الهيمنة على الساحة الإسلامية فى مواجهة الإخوان، فهناك حديث عن ملايين الشباب السلفيين وأن الساحة الإسلامية يجب أن يسيطر عليها السلفيون بما فى ذلك التصادم مع الإخوان الذين يجب أن يدركوا أن وافدًا جديدًا قادم للساحة الإسلامية والسياسية، وأن عليهم أن يعترفوا بمكانته. كان هناك عدد قليل من مرشحى حزب السلامة يريدون خوض الانتخابات البرلمانية، بيد أن القوى السياسية الجديدة رفضت أن تفتح الباب لهم لبناء خبرتهم السياسية، وصرنا أمام مشكلة كانت موجودة فى عهد مبارك، ولا تزال مستمرة وهى ضرورة إدماج الإسلاميين من خارج الإخوان فى الحياة السياسية. الإسلاميون فى مصر أمام اختبار حقيقى فى الانتخابات القادمة، خاصة أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا على الأرض وفى الممارسة، إنهم أوفياء لما ينادون به من ضرورة التنسيق فى العملية الانتخابية، بحيث لا يتصارعون معًا وبحيث لا يضعون الناس البسطاء فى حيرة وارتباك ممن يريدون التصويت للإسلاميين أمام سؤال: لمن نصوت؟
لم تغير الثورة شيئًا فى واقع التفكير والممارسة بين الإسلاميين، فلا يزال منطق الصراع والاستبداد والاستعلاء والقابلية للتوظيف هو المنطق السائد، وهناك سؤال مشروع: هل هناك قوى خفية تحرك القطاع السلفى الجديد فى مواجهة الإخوان مستغلة ما كان يحدث فى عصر مبارك وهو توظيف تناقضات الإسلاميين لإضعافهم وهز الثقة بهم أمام رجل الشارع؟
لا شك أن التنازع الإسلامى - الإسلامى على مقاعد الانتخابات سوف يضعف الإسلاميين، وأعتقد أننا ننتظر مفاجآت كبيرة فى نتائج الانتخابات قد تكون مختلفة تمامًا عن التقديرات التى تروج الآن.
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال حسن
وشهد شاهد من أهلها
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
تحية للأستاذ الرائع كمال حبيب
تحية للأستاذ الرائع كمال حبيب
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوت بركات
لماذا اقاطع الانتخابات