كان ياما كان، فى حاضر العصر والأوان، بلد جميل اسمه مصر، كان يحكم مصر يا أصدقائى رجل ظالم، لا يخاف الله، ظلمها وقتل شعبها وعذب أهلها ونهبها هو وأتباعه، ثلاثين عاما يا أصدقائى وهو يدمر فى البلاد والعباد، فى عهده ازدادت نسبة الأمراض ومات الناس فى البر والبحر والجو، كان لا يخطط لشىء إلا أن يجعل ابنه حاكماً على هذا البلد الجميل، ومن أجل هذا الغرض الأنانى الأجوف وضع البلد يا أصدقائى فى محنة تتبعها محنة، جعل حاميها حراميها، لكى يضمن ولاءهم التام وعملهم الدائم على أن يساعدوه فى غرضه، ولهذا جعل رجاله يمشون فى الشوارع يقتلون الناس ويعذبونهم، أطفال مثلكم فقدوا آباءهم وإخوانهم وأمهاتهم بسببه، بعد أن جعل أصدقاءه وأتباعه يعيثون فى الأرض فساداً.
من أجل كل هذا الظلم يا أيها الأنقياء تراكم الغضب فى نفوس المصريين ثم قامت ثورة سلمية عظيمة، راح ضحيتها الكثير من الرجال والشباب والأطفال، وحينما أيقن السارقون من أصحاب الحاكم الظالم أن النظام سيسقط هربوا إلى بلادكم وأودعوا فيها ما سرقوه من أموالنا، والشىء المحزن يا أصدقائى أن حكامكم لا يتعاونون معنا فى استرداد هذه الأموال، هم يحدثونكم عن الحرية والمساواة والفضيلة، ويقولون لكم إن بلادكم تقدس حقوق الإنسان وتحترمها، وإنها بلاد الشرف والنزاهة والديمقراطية، لكنهم يكذبون يا أصدقائى، بدليل أنهم سقطوا فى أول اختبار حقيقى، ووقفوا بجانب السارقين لا بجانب المسروقين.
قد يستفيد اقتصادكم يا أصدقائى من وجود هؤلاء السارقين فى بلادكم، لكن هل تقبلون أن تتعلموا وتعالجوا وتتقدموا بأموال ملطخة بالدماء، هل تقبلون وأنتم أبناء العالم المتقدم أن تعيش بلادكم بمال حرام، بينما أصحاب المال يموتون من الفقر والجهل والمرض والظلم، هم لا ينظرون إلى المستقبل الذى ستصنعونه بالاشتراك مع أصدقائهم من مصر وغيرها من بلاد العالم، ولا يدركون أن تصرفات خسيسة كهذه قد تجبرنا على مقاطعة بلادكم وألا أخاطبكم بلقب "أصدقائى".
أصدقائى.. أخاطبكم لأنى أعرف أنكم أجمل من آبائكم، وأن آباءكم أنبل من حكامكم، أخاطبكم أنتم دون سواكم، وأنا على يقين بأنكم ستفهموننى حتى وإن بعدت البلاد واختلفت اللغات، أخاطبكم لأنكم لم تتلوثوا بعد، ولم تعتد أعينكم على رؤية الدماء كما تعود حكامكم، ولم تتعلموا الكذب بدرجاته وأنواعه وصنوفه وحبكاته مثلما يتقنون، أخاطبكم يا أصدقائى الأطفال لأجعلكم شاهدين على ما يفعله حكامكم الذين يرفضون أن يتعاونوا مع مصر فى استرداد أموالها من سارقيها، أخطابكم لتخاطبوا أصدقاءكم ولتضغطوا على من هم أكبر منكم ليقولوا قولة حق ويشهدوا شهادة صدق وليرجعوا الحق إلى أصحابه ولتساعدونا فى بناء بلدنا التى بذلنا فى سبيل حريته كل عزيزٍ وغالٍ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الي الاخ المواطن السامري
عدد الردود 0
بواسطة:
rowad
rowad
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوان الحريرى
معك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
سما
يا استاذ