هل تعرفون ما الذى يحدث بالضبط الآن مع شريحة كبيرة من الشباب، يؤمنون بأنهم يحبون بلادهم، وأن حبهم لها مبرر لكل طيش وحُمق يمكن أن يمارسوه؟.
يعتبر البعض أن كتابة بضع كلمات على الشبكة المتغلغلة فى حياتنا بتوحش «الفيس بوك».. هو أمر لا ضرر منه، وأن التعبير عن المشاعر اللحظية فى شبكة انشطارية مثل «تويتر».. لا يضر، حتى برغم التجاوز اللفظى وتعدى حدود اللياقة والتهذيب، ولا يدرك هؤلاء، أن «الغرفة المغلقة» التى يُعَبرون فيها عن الإحساس باللحظة، هى ذاتها «شاشة» بعرض الفضاء، يشاركهم فيها العالم بأكمله، وأكاد أراهن أن كثيراً منهم ينسون ما يكتبونه بعدها بلحظات، فى حين يتذكره العالم بعدها بامتداد مستخدمى الإنترنت!.
والمذهل أن كثيراً من الإبداعات، التى يقدمها شباب مبدع على الشبكة العنكبوتية، هى رائعة بحق، ولافتة جداً، تحمل من الإبداع الفنى، والقدرة على الابتكار، والرؤية الطامحة إلى المستقبل، والشجاعة والإقدام، ما يستحق التوقف أمامه كثيراً، فنحن هنا أمام «طاقة هائلة»، لكنها للأسف مهدرة، تنطلق بقوة واندفاع وبلا توقف، من جيل شاب لشعب «عَفى» لا تنضب قدرته على التجدد، لكنها تتبدد فى فضاء العدم، حيث لا توجيه، ولا قيادة، ولا رؤى ناضجة مطروحة.. ولا هدف.
من الذى يجلس أمام «الشاشة العنكبوتية» ليتابع ما يجرى؟ ويوجهه لخير بلادنا؟ من الذى يفكر فى استثمار هذا بحق وعمق ونية حسنة، فيثمر أفلاماً روائيةً طويلة وقصيرة، وأُخرى تسجيلية ووثائقية، وأعمالاً درامية، ومسرحيات، ومعارض فنية، وأغنيات، وتليفزيونات صادقة؟ لا أحد.. للأسف.
من القادر على تحويل كل الطاقة السلبية لدى شباب أحب بلده حد الشغف، لكنه لا يملك أكثر من «الفضفضة» القاتلة على شبكات بلا روح، إلى طاقة إيجابية تجعل أصحابها قادرين على أن «يفوتوا فى الحديد»؟ مؤكد هناك أحد.
نحن يا سادة أمام ثروة هائلة، قَل من امتلك مثلها من الشعوب، لكنها تضيع بلا عودة، علينا جميعاً واجب الانتباه لذلك، فكما أن القانون لا يحمى المغفلين، فالزمن/التاريخ لا يسامح الحمقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة