يسود الجماعة الصحفية المصرية حالة من القلق الشديد، بعد الحكم الذى قضت به محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة الخميس الماضى، بوقف قرار فتح باب الترشح لانتخابات نقابة الصحفيين على منصبى النقيب وعضوية مجلس النقابة، وبالرغم من احترامنا جميعاً لأحكام القضاء، فإننا نشعر جميعاً أن هناك أيادى خبيثة تحاول أن تتلاعب بالنقابة، والزج بها فى نفق مظلم يؤثر على أدائها الوطنى، فى هذا التوقيت الحرج من تاريخنا.
وأصبح من الواضح أن هذه الأيادى الخبيثة تسعى بكل قوة إلى استمرار حالة الفوضى بالنقابة، وتأجيج الصراعات بها، آملين أن تقع النقابة فى براثن الحراسة أو تجميد أنشطتها، خاصة أن من أقدموا على الزج بالنقابة فى هذه المتاهات القانونية، يعرف عنهم علاقاتهم القوية بالأجهزة الأمنية، خاصة أمن الدولة المنحل.
ولا ننكر أن الوجوه العكرة، وعلى رأسهم أكابر الفلول الذين نعلمهم جيداً، لعبوا دوراً مشبوهاً خلال المرحلة الماضية، وحاولوا الإيقاع بين مختلف قوى النقابة، من أجل إشعال الصراعات بينهم، وروجوا لقوائم مشبوهة فى المؤسسات القومية، قبل الانتخابات الملغاة بساعات قليلة، محاولين إقصاء الشخصيات المؤثرة فى العمل النقابى، لكن علمت أن زملاءنا فى المؤسسات القومية فطنوا لهذه المخططات، وتصدوا بكل قوة لهذه القوائم، مؤكدين أن اختياراتهم ستعتمد على اختيار الأفضل نقابياً، بصرف النظر عن توجهاتهم أو لونهم السياسى، وذلك من أجل تكوين مجلس قوى يتحمل أعباء المرحلة المقبلة.
وليعلم من تسول له نفسه بالتورط فى هذه المخططات المشبوهة، أن نقابة الصحفيين قلعة لها رجال، على الاستعداد أن يضحوا بكل ثمين من أجل حمايتها، فهى بالنسبة لنا خط أحمر لا تهاون مع من يحاول المساس بها، ولن نرحم من يسعى إلى النيل من دورها، فهى قلعة الحرية فى مصر، وكانت وأعضاؤها وقوداً وإرهاصاً لثورة 25 يناير، وستستمر فى دورها الريادى متترسة بأبنائها المخلصين.
وعلينا كصحفيين أن نسرع فى عقد جمعية عمومية، فى أسرع وقت ممكن، حتى نأخذ قراراتنا الحاسمة التى ستحمى النقابة من كل المخططات الشيطانية، فمن خلال جمعيتنا العمومية، نستطيع أن نحدد موعداً جديداً للانتخابات، وأيضاً نحدد مجموعة من الزملاء لإدارة شؤون النقابة، حتى الانتهاء من إجراءات انتخاب وتنصيب المجلس الجديد، ولعل ما قمنا به من جمع توقيعات يوم الخميس الماضى، لعقد الجمعية اليوم الأحد، خطوة نحو تحقيق هذا الهدف.
وعلى جموع الصحفيين لم الشمل ونبذ الخلافات، والتوحد خلف مصلحة النقابة، رافعين شعار «عاشت وحدة الصحفيين»، ويتصدون بكل قوة لفلول النقابة الذين ظهروا على حقيقتهم، كما لابد من ترتيب الخطوات القانونية نحو أى إجراء انتخابى نقدم عليه، حتى نفوت على المتربصين بنقابتنا الفرصة، فلا ننكر أننا شاهدنا حالة ارتباك كبيرة فى الترتيب للانتخابات الملغاة، وحان الوقت لأن تكون خطواتنا مدروسة قانونياً بشكل منضبط، حتى نخرج بسفينة النقابة لبر الأمان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة