لا الكلام عاد مهما، ولا الحزن سيأتى بنتيجة، الفعل وحده هو الذى سينقذنا جميعاً من الطوفان القادم، إرهاباً كان أو طائفية، أو كلاهما.
لنتصرف إذاً كالشعوب المتحضرة، لنبادر جميعاً بمشاركة المسيحيين صلاتهم ليلة الخميس القادم، لنقيم جميعاً قداس الميلاد المجيد، كى يعرف العالم كله ـ بأننا مسلمون ومسيحيون ـ نحب مصر كثيراً، ونتألم لأجل بعضنا البعض.
لنحمى بيوت الله بأرواحنا، فكلنا مستهدفون مسلمون ومسيحيون، فى الكنائس كنا أو فى الجوامع، فى بيوتنا وفى الشوارع.
لنواجه ذلك الذى لا نراه بقلب رجلٍ واحد، ولنذكر أنفسنا بأننا جميعاً فى مواجهة الخطر، لن ينجو أحد؛ بل إن الدور سيصيب كل واحدٍ منا يوماً ما.
لنجعل قداس عيد الميلاد القادم هو أكبر رد على قوى الإرهاب والتطرف.. والفتنة النائمة.
ولنواجه أنفسنا ولو لمرة واحدة، علينا أن نعلم أبناءنا احترام دور العبادة.. فالمسجد بيت الله والكنيسة بيت الله.
لنعلم أنفسنا وأبناءنا أن الوطن للجميع.. الوطن للجميع والمواطنة حقٌ له أن يحترم.
لنتعلم جميعاً أن أمان المسلم فى أمان المسيحى.. والعكس صحيح.
لنلحق أبناءنا بالمدارس دون تمييز، هذه للمسلمين وتلك للمسيحيين.
لنمنع خروج التلاميذ المسيحيين من فصولهم الدراسية فى حصص الدين.
لنمنع تغييب التلاميذ المسيحيين عن مدارسهم فى يوم الاحتفال بنموذج الحج فى مدارس "اللغات".
لنسكت أبواق التطرف على شاشات التليفزيون.. ومن ميكروفونات الزوايا.
لنجعل كل مسيحى يسير فى الشارع دون أن يدارى صليبه.. كى نشعر كلنا بالأمان.
لنحمى أبناءنا من التمييز فى الوظائف على أساس الدين.
لنجعل العالم الذى رأى دماءنا مضرجة على سلالم "القديسين" مع عامٍ يولد؛ يدرك أننا بحق نحترم بعضنا البعض.
لنفسد أى محاولة لمنع أن تكون احتفالات عيد الميلاد المجيد عيداً لكل المصريين.
لنواجه تحدياتنا الحقيقية فى عالم يتجاوزنا.
لنجعل من منتصف ليل الخميس القادم ميلاداً جديداً لمصر والمصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة