"أدعوا الله أن ينتقم من العرب ويبيد ذريتهم ويسحقهم ويخضعهم ويمحوهم عن وجه البسيطة، وأنا أوصى كل اليهود بالشدة مع العرب، كما أنه ممنوع الإشفاق عليهم، يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، إنهم لشريرون".
أيها اليهودى فى كل مكان آية التوراة تقول لكم صب غضبك على الأغيار، فأكثروا من ذكر هذه الآية خلال عيد الفصح، فهذه مناسبة جدا لأوضاعنا، لأن أعداءنا يحاولون القضاء علينا منذ خروجنا من مصر وحتى اليوم، من دون توقف، العرب صراصير وجرذان يتربصون بكم لسفك دمائكم أنتم اليهود خير أمم الأرض وشعب الله المختار، أنتم تعرفون أن المسيح المنتظر كان قد ظهر لى فى المنام، هذا المسيح الذى ينتظر اليهود مجيئه لتخليص البشر من الضلال، جاءنى فى منامى وتحدث معى وتحدثت معه، وقد رأيت رؤية العين فى هذا المنام أن القدس وسائر فلسطين حتى نهر الأردن خالية من الفلسطينيين والعرب، ومزدحمة باليهود".
بهذه السخائم الخرافية خرج على العالم الحاخام الأعظم لليهود فى إسرائيل "عوفاديا يوسف" رئيس طائفة اليهود الشرقيين فى العالم، "عوفاديا المجنون هو الرئيس الروحى لحركة "شاس" الدينية فى إسرائيل، تساوت هذه الكلمات التى تقيأها مع طلقات الرصاص ودانات مدافع الدبابات وقذائف الطائرات التى يطلقها جيش الدفاع الإسرائيلى على الفلسطينيين.
وقد أدلى هذا الحاخام الكريه بتلك السخائم عشية عيد الفصح اليهودى فى خطبة تقليدية بثتها الأقمار الصناعية إلى كل أنحاء العالم كما يفعل "عوفاديا المجنون" كل أسبوع الذى تحدث كثيرا عن العرب الذين يناصبون إسرائيل العداء لإسرائيل منذ مائة سنة ويحاولون تدميرها، واستجابة لدعوة الحاخام الكريه فقد شكره على كلماته المباركة عضو الكنيست "ميخائل كلاينر" الذى دعا الحاخام "عوفاديا" إلى عمل شىء فعلى من أجل تطبيق أقواله عمليا وذلك بتجنيد اليهود الشرقيين فى الجيش، حتى ينفذوا أوامره بإبادة العرب الصراصير والجرذان.
عوفاديا يوسف، كما جاء عنه فى كل المصادر التى رأيتها، حاخام وباحث فى التلمود، هو الحاخام الأكبر السابق لليهود "السفارديم" فى إسرائيل، على الرغم من أنه هو نفسه من العراق، أى أنه يهودى "مزراحيى" وليس "سفاردى"، فاليهود السفارديم هم اليهود الشرقيون وهم يختلفون فى المذهب عن اليهود الغربيين أو "الأشكيناز"، والذين تعود أصولهم الأولى ليهود أيبيريا- أسبانيا والبرتغال- الذين طردوا منها فى القرن الخامس عشر، وتفرقوا قى شمال أفريقيا وآسيا الصغرى والشام، وكثير منهم كانوا من رعايا الدولة العثمانية فى المناطق التى تخضع لسيطرتها، وكانت لهم لغة خاصة هى "لادينو" وكانت اللغة مزيجا من اللغة اللاتينية التى تحوى كلمات عبرية، ولكنهم تحدثوا لغات البلاد التى استوطنوها، كالعربية والتركية والإيطالية.
وهو أيضا الزعيم الروحى لحزب "شاس" السياسى الممثل فى الكنيست الإسرائيلى وهو الذى يحظى بالتبجيل فى إٍسرائيل، خاصة فى مجتمعات "السفارديم" و"المزراحيين" ويعتبره الكثيرون فى إسرائيل أهم شخصية دينية فى الجيل الحالى، وهو مصدر كل الفتاوى الدينية اليهودية وكانت له العديد من المواقف المثيرة للجدل فى السياسة الإسرائيلية.
ويوجد فى إسرائيل حاخمية شرقية، وهى أعلى هيئة دينية، تضم تحت لوائها كل اليهود من باقى الجاليات الشرقية غير "السفرادية" أى غير اليهود الذين نفوا من الأندلس وهم البخاريون واليمنيون ويهود بلاد الرافدين ويهود بومباى، والرابى "شلومو موشى عمار" المغربى الأصل هو "الحاخام الأعظم" حاليا فى إسرائيل وقد سبقه قبل دلك "عوفاديا يوسف" الذى ولد فى مدينة البصرة العراقية حيث انتقل "عوفاديا يوسف" سنة 24 مع عائلته من البصرة حيث ولد إلى القدس فى فلسطين وهناك تلقى تعليمه الدينى على يد الحاخام عزرا عطية.
حظيت سخائم "عوفاديا الكريه" بردود أفعال وتعليقات سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين، ففى الإنترنت كانت هناك تعليقات ساخرة مثل، "الحمد لله. الآن لدينا دليل قاطع على أن عوفاديا خرفان، و"ها يا عوفاديا. فى نهاية المطاف نكبر فى السن أليس كذلك؟" وقالت "زهاقا جلئون" النائبة الإسرائيلية فى الكنيست، رئيسة كتلة "ميرتس" إنها لا تتهم عادة بهرطقات الحاخام المخرف عوفاديا، لكن أذكى الردود على سخائم "الحاخام الكريه" ما قاله طفلان فلسطينيان وكان أحدهما مسيحيا وكان الثانى مسلما حيث قال الطفل الفلسطينى المسيحى، "وأنا رأيت المسيح فى المنام وقال لى إن الحاخام عوفاديا كذاب، فأنا لم أزره فى المنام"، وقال الطفل الفلسطينى المسلم، "سيدنا المسيح لا يظهر للأشرار فى رمضان".
وليس هناك أى رد على سخائم تخاريف هذا الحاخام الكريه إلا ما قاله الطفلان الفلسطينيان بأن المسيح لا يظهر للأشرار فى رمضان أو حتى فى غير رمضان.
* كاتب وروائى مصرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة