كنت أتمنى أن ترفض السيدة سوزان مبارك الدكتوراه الفخرية التى منحتها لها جامعة القاهرة أمس الخميس، فلا يمكن وهى زوجة السيد الرئيس الاطمئنان إلى أن منح هذه الدكتوراه أسبابها لا تشوبها شبهة نفاق سياسى، أو لتحقيق أهداف شخصية لمجلس الجامعة ورئيسها، فمن الصعب أن تعرف حقيقة رأى الناس ومشاعرها وأنت على قمة السلطة.
ثم إن السيدة الفاضلة ليست بحاجة إلى مثل هذه الدكتوراه، فهى لن تضيف لها شيئا، ولا ستجعلها حتى أكثر حماسا، فمن الصعب أن يغيب عن فطنتها، أن من منحوها هذه الدكتوراه، فى النهاية مجرد موظفين، لم يتم اختيارهم بشكل ديمقراطى، فالعميد يختاره رئيس الجامعة، ورئيس الجامعة يختاره الوزير، والوزير يختاره السيد رئيس الجمهورية، أى أن المجلس الذى قرر منح السيدة الفاضلة هذه الدكتوراه لا يتمتع بأى استقلالية، ومن ثم من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن نتحدث عن تقييم حقيقى جعلهم يقدمون على هذه الخطوة.
ولو كنت مكان أعضاء هذا المجلس لمنحت هذه الدكتوراه لشخصيات فاعلة فى المجتمع، وفى ذات المجالات التى تهتم بها السيدة سوزان، ففى هذه الحالة ستكون مصداقيتهم أعلى وحيثياتهم أكثر تماسكا، وإذا كانوا مؤمنين بالفعل بأحقية السيدة سوزان بهذه الدكتوراه، فكان عليهم الانتظار حتى خروجها من السلطة، مثل السيدة جيهان السادات، ومنحوها لها، وساعتها سوف نصفق لهم، ونؤكد بحسم أن هدفهم الوحيد هو الصالح العام، وليس انتقال أحدهم إلى كرسى أعلى.
أنا شخصيا أرى أن الدور الذى تقوم به على المستوى الاجتماعى والثقافى فى غاية الأهمية، وأضاف الكثير للبلد، ولو لم تكن هى زوجة الرئيس، لكنت من المتحمسين لتكريمها على نطاق واسع، ولكن من الصعب جدا التأكد أن من سيفعلون ذلك نواياهم وأهدافهم ليست شخصية ولا وراءها مصالح.
لذلك يمكنك القول بضمير مطمئن أن تكريم السيدة سوزان بمنحها الدكتوراه الفخرية عمل سياسى وليس عملا علميا، ولا أظنه عملا يخدم المجتمع، بل سوف يثير زوابع سلبية كان الجميع فى غنى عنها، وأولهم السيدة المحترمة سوزان مبارك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة