لا يمكننا اعتبار ما قالته صحيفة نيويورك تايمز مفاجأة، فحسبما نشر موقع "اليوم السابع" فقد كشفت عن وجود أعضاء بارزين فى الحزب الجمهورى بالولايات المتحدة الأمريكية يؤيدون الدعوة إلى حرق المصحف التى تبناها القس المتطرف تيرى جونز راعى كنيسة فى فلوريدا، ولا يمكننا اعتبار ظهور متطرفين جدد من الغرب أو الشرق فيه أى مفاجأة، فلن يتوقف العالم عن إنجاب متطرفين من كل الأديان والأيديولوجيات.
لكن يظل الأهم هو كيفية تعاملنا مع هذا التطرف، ومنه ما حدث مؤخرا فى أسبانيا، حيث تم إعادة افتتاح ملهى ليلى باسم "مكة" بعد أن كان قد أغلق أبوابه منذ عشر سنوات، وتم إعادة بنائه وتصميمه على شكل مسجد، له قبة خضراء زاهية ومئذنة مرتفعة.
الملهى فى بلدة «أغيلاس» على بعد 105 كيلومترات عن مدينة «مورسيا» الساحلى، وهى المنطقة التى يعيش فيها حوالى 120 ألف مهاجر عربى، معظمهم من المغاربة، ومن المؤكد أن أصحاب الملهى لم يحترموا مشاعر هؤلاء، فهم يعرفون أنهم أهانوا رمزا دينيا مقدسا عند المسلمين، ومن المؤكد أنهم يعرفون أن ما فعلوه سيلقى ردود أفعال شديدة من الجاليات المسلمة فى أسبانيا وأوروربا، ومن المسلمين فى العالم كله، ربما تتعطل قليلا، لأن افتتاح هذا الملهى جاء فى توقيت دعوة القس المتطرف إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم، ولكن هذا لا يعنى أن الأمر سيمر مرور الكرام.
الحقيقة أن فى كل مكان من يقتاتون على العداء للإسلام والمسلمين، وهناك من يقتاتون أيضا على العداء للمسيحية واليهودية وغيرها من الأديان والمعتقدات، وهؤلاء لن نستطيع اجتثاث جذورهم من عالمنا، لكن ربما طريقة تعاملنا معهم هى التى تقلل من نفوذهم وتأثيرهم المخيف، ولذلك أنا سعيد بتصريح الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن المعركة ليست مع الإسلام والمسلمين لكن مع الإرهاب ويقصد به تنظيم القاعدة وأشباهه.
وبالمثل فمعركتنا ليست مع الغرب ولا مع المسيحية الغربية ولكن مع التطرف والإرهاب.
موضوعات متعلقة:
أسبانيا تقيم ملهى ليلى باسم "مكة" على شكل مسجد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة