هانى صلاح الدين

"جمال" الجرىء والشعب الرافض للتوريث

الخميس، 05 أغسطس 2010 12:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من النفى الرسمى الذى أطلقه قيادات النظام حول ترشيح جمال مبارك للرئاسة، نجد أن الواقع يؤكد كذب هذه التصريحات، فتتابع الأحداث داخل الحزب الوطنى، والحملات الدعائية التى يطلقها شباب الحزب بين الحين والآخر حول تدعيم ترشيح أمين لجنة السياسات للانتخابات الرئاسية، تؤكد نوايا النظام نحو تعضيد موقف الرجل فى الانتخابات القادمة.

وكانت آخر صيحات الدعاية ما قام به أحد أصحاب المحلات التجارية للملابس، واستغلاله للأجواء الساخنة هذه الأيام حول حملة "الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك"، وقام بعرض مجموعة من الملصقات أمام محله يصف فيها جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطنى بـ"الجرىء"!

بل وجدنا د. إبراهيم كامل رجل الأعمال وعضو الأمانة العامة للحزب الوطنى، يؤكد فى برنامج "الحياة والناس" على تليفزيون "الحياة"، أنه إذا قرر الرئيس مبارك عدم ترشيح نفسه لخوض انتخابات الرئاسة سيكون مرشح الحزب الوطنى الوحيد وبنسبة أكثر من 90% هو جمال مبارك، مضيفا أنه سيكون رئيساً للجمهورية عبر أنظف وأشرف انتخابات تجرى فى مصر منذ أيام الفراعنة حتى الآن!

ولا أدرى هل هؤلاء مغيبون عن الواقع المصرى، فالكل من أبناء الشعب رافض فكرة التوريث من حيث المبدأ، كما ينظر المثقفون لجمال مبارك على أنه قليل الخبرة السياسية، وفاقد للشعبية، وأن كل مؤهلاته انتمائه لبيت الرئاسة، لذا أرى أن تصميم النظام على خلافة جمال لوالده من الممكن أن يلقى بالبلد فى نفق مظلم.

فالوقوف فى وجه الإرادة الشعبية والقوى السياسية يعد انتحاراً سياسياً، خاصة بعد أن امتلأت البلد بحركات التغيير الرافضة لسلب إرادة الشعب فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

ومن الغريب أن حاملى لواء الدعوة لترشيح جمال، يطلقون شعارات كبيرة بعيدة عن الواقع، فمنهم من يؤكد أن وصول جمال مبارك للحكم هو عين التغيير، بينما نرى جميعا والمثقفون أن وصوله للحكم سيرسخ لثوابت الواقع الحالى للنظام، والذى يرفضها الشعب، فمن يقبل أن تعيش مصر تحت وطأة الفساد والاستبداد والاحتكار، وسطوة رجال الأعمال وتزوير الانتخابات فى المرحلة المقبلة، بل من يقبل أن يستمر التعذيب وإطلاق يد الأمن على أعناق قوى المعارضة، والتنكيل بكل مخالف لسياسات الحكومة.

فعلى الجرىء جمال مبارك، أن يأخذ خطوة جريئة بجد، ويتصدى للمروجين لترشيحه للرئاسة، إن كان يحرص على مصلحة الوطن، ويعلنها بقوة أنه لن يترشح حرصا على مستقبل مصر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة