جمال العاصى

«الأهلى» بين تصريحات الجنرالات وبيان «الداخلية»

الثلاثاء، 31 أغسطس 2010 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألنى صديقى الأهلاوى الكبير بقرف شديد وغيظ يملأ وجهه: يعنى إيه مباراة الأهلى وشبيبة الجزائر تحظى بكل هذه الترتيبات الأمنية؟ وما معنى أن تتحول اللعبة الشعبية الأولى إلى اهتمامات السادة لواءات الشرطة؟ وما فائدة كل هذه التصريحات واهتمامات وسائل الإعلام فمرة نسمع تصريحات اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة ثم تبدأ سلسلة أخرى فى التحذيرات والتخويفات على لسان ضباط آخرين مرة من رجالات المرور وأخرى من رجالات مباحث الوزارة؟ ثم واصل صديقى انتقاده يا أخى الصحافة والشاشات الفضائية لم تعط اهتماما للفرق واللاعبين وتصريحات المدربين وخطط اللعب قدر اهتمامها بنشر بيان وزارة الداخلية وقائمة الممنوعات والتعليمات التى بلغت «21» بندا فى سابقة لم نشهدها فى عالم كرة القدم، وقال الأهلاوى العفيف: جماهير الأهلى لا تعرف العبث بمقدرات البلاد وتعلم جيداً معنى استقبال الضيوف العرب.. ولم تخرج يوما عن النص فى أى مباراة ودوما معروفة بالتسامح ولا تبغى من فريقها سوى الأداء الجيد والالتزام الأخلاقى حتى لو جاءت النتائج مغايرة ومعاكسة، وأخشى ما أخشاه أن تتحول الأزمة الدائرة الآن بين الكرة الجزائرية والكرة المصرية إلى الكرة الأهلاوية ورجال الشرطة وأتمنى من السادة الإعلاميين أن يوضحوا الصور والتعليمات بشكل لا يسىء لجماهير الأهلى وعدم إظهارهم بأنهم مجموعة جناة ومتعصبين ومهاويس. فقلت لصديقى المتحمس: هل لديك انتقادات أخرى؟ فقال: الجماهير دائما ردود أفعال ولا تبدأ بالرذيلة، ولكنها تتحرك من الشعور بالظلم أو تطاول البعض ضدهم..

وأرى أن ما فعلته جماهير الشبيبة فى لقائهم أمام الأهلى مخز ومحزن ومؤسف فقلت للأهلاوى الكبير: أولا ما لا تعرفه منذ النهاية المأساوية لمباراة منتخب مصر والجزائر سواء فى القاهرة ثم أم درمان العلاقات بين البلدين ساءت بشكل غير مسبوق وحتى عندما شهدت هذه العلاقات ارتباكا وقتما أعلن السادات عن اتفاقية «كامب ديفيد» لكن الخلاف كان محصورا بين الحكومتين والمسؤولين فقط وظلت علاقات الشعوب طيبة.. إلا هذه المرة فقد أثرت كرة القدم وأساءت علاقات الشعبين، ولذا فهل تفهم يا صديقى العزيز أن الشركات المصرية العاملة بالجزائر أرجأت مفاوضاتها مع الحكومة الجزائرية حول إيجاد حلول لأزماتها ترقبا لما ستسفر عنه لقاءات كرة القدم المرتقبة بين أندية الشبيبة والأهلى والإسماعيلى؟ وهل تعلم أن الحكومة الجزائرية جمدت صفقة مشروع مع «حديد عز» بقيمة 750 مليون دولار وأعلن وزير الصناعة الجزائرى أن هناك مستثمرا آخر سيحل محل «عز»؟ وهل تعلم أن إبراهيم محلب رئيس شركة «المقاولون العرب» قال: إن شركته واجهت صعوبات فى المناقصات التى تقدمت بها خلال فترات الأزمة وتم استبعادها من بعض المناقصات؟ وهل تعلم أن الهوس الكروى والطوبات التى أصابت أتوبيس لاعبى المنتخب الجزائرى بالقاهرة أرهق خزينة شركة أوراسكوم والمقاولون وعدد من سلاسل المطاعم والمحال وشركات البترول بمبلغ يقارب الـ2 مليار جنيه والخسائر مازالت أيضا مستمرة فهناك إجمالى استثمارات مبلغ 6 مليارات دولار توقفت %90 عن العمل تماما منذ أحداث الخرطوم؟ ثم قلت لصديقى الغاضب: هل مازلت غاضبا من بيان الداخلية؟ وهل مازلت رافضا تصريحات لواءات الشرطة فى وسائل الإعلام المختلفة؟ ألا ترى أن جماهير الأهلى العظيمة صاحبة التاريخ الناصع باتت مسؤوليتها كبيرة فى المساهمة لإعادة العلاقات بين الشعبين المصرى والجزائرى وهو دور أصيل ومهم تلعبه الجماهير الواعية الكبيرة.

بلاها شماريخ.. بلاها صواريخ.. بلاها زجاجات فارغة.. واترك رجال الشرطة يثبتون ويؤكدون أن الطوب والحجارة التى طالت لاعبى الجزائر فى نوفمبر الماضى كان خطأ لن يتكرر.. وربما تعد هذه المباراة فأل خير لإعادة الاستثمارات المصرية كلها إلى الحضن الجزائرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة