هانى صلاح الدين

وانقلب السحر على وحيد حامد

الأربعاء، 18 أغسطس 2010 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أى عمل إبداعى ينتظر صاحبه أن يجنى ثماره حتى لو كان له معارضون، لكن ما حدث مع الكاتب وحيد حامد بالنسبة لمسلسل "الجماعة"، وجدنا أنه ينطبق عليه المقولة الشهيرة "انقلب السحر على الساحر"، فقد كانت ردود الأفعال على الحلقات الأولى من مسلسله تؤكد رفض معظم المصريين للأسلوب الذى عالج به قضية الإخوان، كفصيل إسلامى سياسى له جذوره بالمجتمع المصرى.

كما رفض الكثير من الشباب المعاصرين للتدخلات الأمنية فى الجامعات المصرية، والصفوة والمثقفين وكثير من السياسيين، الصورة الملائكية التى أظهرها كاتبنا الفذ وحيد حامد لأمن الدولة وأشاوسهم، فالكل يعلم ماذا يحدث فى سلخانات أمن الدولة للشباب، وما يلقاه السياسيون فى أقسام الشرطة، ولعل كاتبنا الكبير سمع عما حدث لشهيد البطش الأمنى خالد سعيد الذى ذاق ويلات التعذيب على يد ملائكة الداخلية!

كما أثار المسلسل أيضا ردود أفعال غاضبة لمعالجة المسلسل لمشاهد تأدية الصلاة، والتعليق على المحجبات، والموسيقى التصويرية المستفزة التى صاحبت هذه المشاهد، وكأن الصلاة والحجاب أداة للرعب والفزع، وقد استنكر رجل الشارع ما يحمله المسلسل من تضخيم للأخطاء وإظهار الإسلام على أنه تطرف وإرهاب، خاصة أن مشاهد المسلسل حاولت اختزال الإسلام فى الإخوان وتشويه صور العبادات والتدين المعتدل.

وأرى أن المسلسل صب بمجمله فى مصلحة الإخوان، وزاد من تعاطف رجل الشارع معهم، فبدلا من يصبوا عليهم اللعنات أصبحوا ينظرون للإخوان على أنهم سفينة النجاة التى ستنقذهم من فساد النظام الحالى.

وذكرنى ما قام به وحيد من خلال هذا المسلسل، الذى أراد أن ينهى على الإخوان بالضربة القاضية، بموقف الإعلامى عمرو عبد السميع فى عام 2005، حيث جيش أيضا كل قدراته من أجل النيل من الإخوان فى برنامجه "حالة حوار"، وقد كان سبباً فى تأييد واسع من الشعب للإخوان، ونجح بجدارة فى كسب تعاطف عامة الشعب للإخوان، واستطاع الإخوان أن يحصلوا على 88 مقعداً، والآن وحيد حامد يعيد الكرة من جديد فقد حرص على تشويه صورة الإخوان قبل الانتخابات البرلمانية القادمة، لكنه كان سبباً بمسلسله فى توسيع الدوائر المؤيدة لهم، وأصبح مسلسله بضاعة بائرة يستنكرها الجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة