تزداد يوما بعد يوم قنعاتى بعنصرية الغرب، وذلك لازدياد نفوذ وأنصار التيار المتطرف به بصورة أصبحت تهدد الجليات المسلمة هناك، فهذه التيارات أصبحت مؤثرة بقوة على القرار الغربى، ولعل توالى قرارات مصادرة النقاب والحجاب بمعظم الدول الأوروبية خير دليل على التنامى الخطير للتيارات اليمينة المتشددة.
بل وصل الأمر إلى أن كنيسة فى فلوريدا تعتزم تنظيم "يوم عالمى لإحراق القرآن" فى الذكرى السنوية لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 وهى مبادرة تؤجج العدائية ضد المسلمين فى الولايات المتحدة.
وقامت كنيسة "دوف وورلد أوتريتش سنتر" بالدعوة العلنية إلى إحراق نسخ من القرآن فى 11 سبتمبر أمام أبوابها فى مقاطعة جينفيل كما تدعو مراكز دينية أخرى إلى القيام بهذا العمل لتذكر ضحايا الاعتداءات، واصفة الإسلام بالشيطان الذى يجب محاربته!.
وأعلن القس تيرى جونز القائم على الكنيسة بكل عنصرية وتطرف أن الإسلام والشريعة هما المسئولان عن اعتداءات 11 سبتمبر. وأنهم سيحرقون المصاحف لاعتقادهم أن الأوان قد آن للمسيحيين وللكنائس وللمسئولين السياسيين أن ينهضوا ويقولوا لا، للإسلام والشريعة غير المرحبين بهما فى الولايات المتحدة!.
كلمات ومواقف تدل على الحقد والكراهية الكامنة فى نفوس هؤلاء المتطرفين الإرهابيين الذين ناصبوا الإسلام والمسلمين العداء.
وما حدث للنصب التذكارى لمروة الشربينى بدريسدن، دليل آخر على الواقع العنصرى الذى أصبح مسيطرا على مقاليد الأمر هناك ، ولقد اعترفت السلطات الألمانية أن الذين قاموا بتدمير النصب التذكارى يمينيون متطرفون ، ويعد ذلك الاغتيال الثانى لمروة الشربينى، فقد حاولت السلطات الألمانية التكفير عن تطرف اتباعها بهذا النصب التذكارى، ولكن وجدنا هؤلاء الأتباع مازالوا مصممين على تطرفهم ومحاربتهم لكل ما هو إسلامى، فما اغتالوا مروة إلا لحجابها ، وما دمروا نصبها التذكارى إلا للتأكيد على عدم قبولهم الآخر، ورفضهم الكامل للتعامل مع المسلمين على قدم المساواة.
وأتمنى على العلمانيين العرب أن يخرجوا لنا، ليفسروا تنامى هذا التيار المتطرف الذى أصبح بهذه القوة فى دول الغرب، التى تدعى إطلاق الحريات للجميع ويرفعون رايات التحضر وقبول الآخر.
علينا كمسلمين وعرب أن نفطن إلى أن معتقداتنا وقيمنا مستهدفة، وأن الغرب ليس لديه أية نية حقيقية للحوار الجاد، لكنه يريدنا أتباعا يرفعون راية الاستسلام ويقبلون بكل مخططاتهم.
لكن هيهات هيهات فنحن أمة مهما ظهرت بها علامات الضعف ، إلا أنها لن تموت ولن تستسلم، ولن يقبل أبناؤها الركوع وإن كان الغرب نجح فى شراء حفنة من العلمانين العرب، إلا أنهم فشلوا فى تجريد الأمة من قيمها وعزتها .
وكما ذكرت فى مقالات سابقة أن الغرب يعيش أزمة الحقد على هذه الأمة ، وعلينا أن نتعامل معهم بكل حذر ، وإذا أرادوا حوارا جادا فعليهم أن يتوفر لديهم أسس الحوار التى ذكرتها فى مقال سابق، وعلى حكام الأمة الا يخضعوا بهذه الصورة المخذية لأن مواقفهم هذه لن ينساه لهم التاريخ ، وستلعنهم الأجيال المقبلة لتفريطهم فى حقوق أمتنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة