فى فنلندا: فى بلد تعداده خمسة ملايين تصدر 200 صحيفة و2800 مجلة، وتوزع مجتمعة ثلاثة ملايين نسخة فى اليوم الواحد.
أليست معلومة محزنة؟!
خاصة إذا تذكرنا أن مصر تعدادها وصل تقريبا إلى 80 مليونا، وهذا معناه أن المفترض أن يكون لدينا 5000 صحيفة و4000 مجلة، ومن هنا فليس صحيحا ما يستنكر عن كثرة المطبوعات عندنا، ولكن المشكلة عندنا هى أن الصحف أصبحت متشابهات، بمعنى أن معظمها إما يقدم الخلطة المعارضةـ عمال على بطال ـ أو يقدم الخلطة المؤيدةـ عمال على بطال ـ دون أن يكون الاهتمام ليس هو العامل الحاسم فى صياغة السياسة التحريرية، وذلك أمر يطول شرحه، ويحتاج إلى وقت آخر.
السبب الثانى، هو حالة التضييق غير المبرر من جانب الحكومة على حق إصدار الصحف، ناهيك على أنه ليس من حقها أصلا أن تحتكره، فأنا لا أفهم مثلا لماذا يعترض المجلس الأعلى للصحافة على صدور صحف رغم استيفاؤها الشروط المتعسفة.
ولا أفهم مبررا لأن يلجأ مواطن أو مجموعة مواطنين إلى القضاء للحصول على حقهم الطبيعى فى إصدار صحيفة، مثلما حدث مع جريدة الكرامة.. فالمغرب على سبيل المثال تصدر الصحيفة بمجرد إخطار، وهذا ما كان معمولا به قبل 1952 وأنتج صحافة مازلنا نتغنى بها حتى الآن.
فهذا الاحتكار من جانب الحكومة يعطل التطور الصحيح للصحافة، ليس فقط السياسية، ولكن أيضا النوعية، أى التى تخاطب شرائح اجتماعية، مثل الأطباء والفلاحين وغيرهم، كما تختفى الصحافة الإقليمية الحقيقية، فأشهر الصحف الأمريكيةـ على سبيل المثال ـ تنتسب إلى ولايات منها مثلا "الواشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" وغيرهما.
فإذا أردنا صحافة حرة متطورة فلا حل ـ فى تقديرى ـ إلا فى تحريرها من الحكومة ومن الأحزاب.. لتعود إلى أصحابها الأصليين: المواطن والقارئ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة