اليوم أواصل ما بدأته أمس من تعليق على مواقف بعض الشباب من قضية التغيير، وإذا أردنا فعلاً أن نغير واقعنا، ونحول وطننا لواحة سياسية تنعم بالحرية، فعلينا جميعاً أن نتخذ حزمة من الأعمال الجادة التى تغير الواقع بشكل سريع، ومنها:
* الإخلاص فى حب هذا الوطن، وإحياء معانى الانتماء، ورفع مصلحة الوطن فوق كل المصالح، والاستعداد لدفع فاتورة التغيير مهما كانت مكلفة، والتفانى فى إنجاح الجهود الحثيثة للتغيير.
* مصالحة وطنية تشمل كل ألوان الطيف السياسى من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وأن يتنازل الجميع عن بعض أهدافه، ويتناسى الكل الخلافات السياسية والتاريخية، ويتجمعوا على مشروع وطنى واحد، مترفعين عن التخطيط بالفوز بغنيمة النجاح، تاركين لرياح الحرية والديمقراطية أن تأتى بمن تشاء ممن يريد الشعب.
* لابد أن ينزل الصفوة والمثقفون لقاع المجتمع، وينخرطوا بالشعب، مستهدفين حملة لإحياء الإيجابية السياسية لرجل الشارع البسيط، وتزويده بمعرفة حقوقة السياسية وواجباته الوطنية، وبذلك تتصل أقطاب دائرة الإصلاح، الذى ذكرها شاعرنا الكبير عبد الرحمن البنودى، فى حواره مع برنامج الحياة اليوم، فلا صلح أبداً أن المثقفين والمطالبين بالتغير فى واد والشعب فى وادٍ آخر، فالشعب بمختلف طوائفه وقود معركة التغيير، والقوة الحقيقية التى ستحمى الصفوة من السياسيين والمثقفين من بطش النظام، بل أن الشعب هو القوة الدافعة للطليعة التى ستقود حركة التغيير.
*علينا جميعاً أن نقرأ التاريخ، حتى نعلم أن حركات التغيير عاشت فترة حلكة ضلمة الاستبداد والفساد، فها هم الأنبياء والرسل وأتباعهم من الإصلاحيين تحملوا تبعات لم يتصورها أحد، فمنهم من قتله أعداء الصلاح، كما حدث مع زكريا ويحيى عليهما السلام، ومنهم حاول أعدائهم اغتيالهم كما حدث مع محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام، بل أتباع هؤلاء الأنبياء ذاقوا من العذاب ما لم يستطع تحمله أحد وكان لديهم استعداداً لدفع فاتورة مشروعهم الإصلاحى حتى لو حملهم ذلك فقدان الأرواح، كما حدث مع كثير من أصحاب نبينا الكريم محمد وعيسى عليهما السلام، فقد قتلوا المئات تحت التعذيب فى بطحاء مكة، وقتل المئات على يد دقلديانوس فيما سمى تاريخياً بعصر الشهداء بسبب رفضهم الرضوخ لمفسدى عصرهم، بالطبع مع الفارق فى المعتقدات بين من يحكمونا وملوك هذه العصور الغابرة، لكنها قضية تدافع بين حق وباطل بين إصلاح وفساد، فهذا هو وجه الشبه.
* لابد أن نقتنع جميعاً أن التغيير الشعبى هو التغيير الجاد، وأن العنف والانقلابات العسكرية تهدر فرص الحرية، وتمكن أناس لا يعلمون عن الواقع السياسى السلطة مما يهدد البلاد بكارثة، ولعل خير دليل على ذلك ما يحدث بالصومال وموريتانيا، لكن ما نريده تغيير شعبى وثورة برتقالية كما حدث فى رومانيا، بيضاء خالية من الدماء، يرضخ لها الجميع، وعجبنى فى ذلك قول الدكتور البرادعى فى حوارة مع قناة الجزيرة، عندما أكد أن سعيه للتغيير سيكون شعبياً، يعتمد فيه على المشاركة الإيجابية لكل طوائف الشعب، من خلال التوقيع على المطالب السبعة التى اتفق عليها قوى الوطن السياسية المختلفة والتى لوقع عليها 10 ملايين، ستضع النظام الحاكم فى مأزق سياسى قاتل.
وأخيراً علينا جميعاً، خاصة الشباب أن نشارك بكل إيجابية وبقوة العزيمة، فى معركة التغيير التى سنجنى منها جميعا ثمارها فى مختلف مجالات الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وعلينا أن نمهد الطريق الصالح لابنائنا، فهذا أقل وجباتهم علينا، وكفى أننا انكوينا بنار الاستبداد والفساد، فلن نسمح أن يكون أحوال الأجيال القادمة كأحوالنا.
سلم تسلم وقرب حبة تزيد محبة!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة