ياسر أيوب

تعليقات عابرة عن بلد كاد يخسر كل شىء

الجمعة، 02 يوليو 2010 02:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الغاضبون والغاضبات من الأقباط والمسلمين.. الذين أزعجهم جداً رفض البابا شنودة والكنيسة لحكم قضائى يعارض تعاليم الكنيسة ودعاوى الإنجيل.. قالوا إن كل من يؤيد البابا والكنيسة يكاد يرتكب جريمة فى حق مصر، لأنه آن وقت تحويل مصر إلى مجتمع مدنى يحكمه القانون فقط بعيداً عن كهنوت الدين والآيات المقدسة.. القانون فقط هو الذى يجب أن يحكم حياتنا كمصريين ونتساوى كلنا فى حقوق الحياة وواجباتها دون أى مساس بدين ومعتقدات ومقدسات أى أحد.. وهو كلام يبدو مرتبا وجميلا ومنطقيا أيضاً.. ولكن أصحاب هذا الرأى.. الذين تظاهروا ومارسوا الرفض والغضب مطالبة بالمجتمع المدنى.. فاتهم أن تحويل مصر لمجتمع مدنى لابد أن يبدأ بالمسلمين أولا الذين هم الغالبية.. ثم بالأقباط لاحقا.. وإلا بدا الأمر فى النهاية وكأنه مجرد عدم احترام أو اكتراث بحقوق الأقباط ونصوصهم المقدسة.

من فضلكم ارجعوا لصحافتكم منذ عشرة وعشرين وثلاثين سنة.. قلبوا فى أوراقها وتصريحات المسؤولين فوقها.. ستجدون أن ما قاله الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة منذ أيام.. هو ما قاله كل الكبار منذ سنين.. لابد من مراجعة كل شىء لضمان وصول الدعم لمستحقيه.. ومعنى أن يخرج علينا رئيس الحكومة فى يونيو 2010 ليقول لنا ذلك.. أننا قضينا ثلاثين عاما نمنح الدعم لمن لا يستحقه.. هل رأيتم من قبل حكومة تعترف هكذا علنا بالفشل والعجز والإخفاق.. وهو خيار من اثنين كليهما شديد القسوة والمرارة.. إما أن الحكومات عاجزة بالفعل ومن يعجز عن ضمان وصول مليارات الدعم كل عام لمن يحتاجها سيعجز قطعاً عن تصريف بقية شؤون الوطن.. أما الخيار الثانى فهو أن الحكومات المتعاقبة كانت كلها تكذب علينا وأنها ليست عاجزة أو فاشلة.. إنما هى حكومات واعية جدا وتعرف أنها تقدم كل عام مليارات الدعم لمن يستحقونها بالفعل.. الذين ليسوا هم الناس والفقراء والمواطنون الغلابة.. ولكنهم القليلون الذين تراهم كل حكومة أولى بالدعم والرعاية.

ولأن مصر كلها باتت مجرد قطعة أرض مطروحة فى المزاد لا لمن يدفع أكثر وإنما لمن يملك نفوذاً أكبر، يجعله يأخذ ما يشاء بأقل الأسعار.. أصبحنا لا نقرأ أخباراً وحكايات عن وزير الزراعة إلا فى قضايا الأراضى وتعميرها أو استثمارها أو تدويرها لإعادة بيعها.. لكننا لا نجد وزير الزراعة فى أى قضية تخص الزراعة نفسها.. لا محاصيل الفاكهة التى أضيرت هذا العام واستسلمت الحدائق المصرية لأمراض وأوبئة زراعية غير مفهومة أو معروفة السبب.. ولا تراجع إنتاج مصر من الأرز وهى التى كانت الأولى عالميا فى معدلات الإنتاج حتى إن مصر قريباً جداً ستضطر لاستيراد الأرز.. حتى الأرز سنستورده.. ويعلم الله وحده هل هى مجرد مصادفة أم إهمال أم عدم وعى وتخطيط.. أم أن هناك مصالح لا نعلمها لمستوردين كبار أتموا كل ترتيباتهم وحساباتهم لاستيراد الأرز من الخارج وجنى ثروات إضافية جديدة.

خناقة الصحفيين فى نقابتهم منذ خمسة أيام.. والأصوات العالية والغاضبة داخل اجتماع مجلس نقابة الصحفيين بسبب رفض النقيب مكرم محمد أحمد نقل قيد وصفى سراج الدين الصحفى بروز اليوسف لجدول المشتغلين.. وبسبب إصرار النقيب على قيد سكرتيرة رئيس تحرير جريدة الجمهورية بجدول الصحفيين بالنقابة.. ثم غضب النقيب وانسحابه من الاجتماع.. كل ذلك ليس له إلا معنى واحد.. هو أنه حتى الصحفيين فى مصر باتوا فاقدين القدرة على الحوار واحترام الرأى الآخر.. وبذلك يصبحون آخر من يطالب عموم الناس بذلك.. وإذا كان النقيب ينسحب ثائراً وغاضباً إن خالفه أحد فى الرأى.. فلم يعد من حقى أن أغضب من قارئ إن شتم صحفياً لمجرد أنه كتب رأياً لا يعجبه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة