الموت نهاية كل حى، والدنيا دار عمل والآخرة دار حساب، وليس من حقنا أن نحكم على شخص ما بدخول الجنة أو النار، لكن من الخطير أن يتحول المتطاولون على الإسلام وثوابته والمتلاعبون بالنصوص القرآنية والنيل منها، لأبطال ودعاة للتنوير والفكر.
وخير مثال على تلك الزفة التى دشنها العلمانيون للدكتور نصر أبو زيد بعد رحيله، فكلنا يعلم أن الرجل نادى بإخضاع القرآن لنظرية غربية مادية تنكر الخالق وتؤول الوحى الإلهى على أنه إفراز بيئوى أسطورى، ناتج عن المعرفى التاريخى الغارق فى الأسطورة!
بل يشهد تاريخ الرجل وكتاباته وأحاديثه الإعلامية على مخالفة الصحيح من الدين، فقد طالب أبو زيد بالتحرر من هيمنة القرآن قائلا "وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان فى عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان".
بل أكد فى كتاباته أن القرآن الكريم مُنتج ثقافى منزوع القداسة، فيقول فى كتابه "مفهوم النَّص – دراسة فى علوم القرآن: ص56" :لقد تشكل القرآن من ثقافة شفاهية.. وهذه الثقافة هى الفاعل، والنَّص مُنفعِل ومفعول.. فالنَّص القُرآنى فى حقيقته وجوهره مُنتَج ثقافى".
ونسى علامة عصره أن القرآن الكريم كلام الله الموحى إلى رسوله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وأنه ليس من كلام البشر وليس ناتجاً عن بيئة ثقافية أو تراكم فكرى بشرى، قال الله تعالى: "وَإِنَّهُ لَتَنْـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَـزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِى مُبِينٍ "سورة الشعراء – الآيات 192، 193، 194، 195]، وقال تعالى: "لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْـزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" سورة فُصَّلَت – الآية 42.
بل دعا زعيم الحداثة إلى إزالة القداسة عن نصوص القرآن تحت مسمى الحداثة ويتهم من يُقَدِّس النصوص بالرجعية، فيقول "مفهوم النَّص – دراسة فى علوم القرآن" ص56، والفِكر الرجعى فى تيار الثقافة العربية هو الذى يُحَوِّل النَّص مِن نَص لغوى إلى شىء له قداسته، ويقول فى كتابه "التفكير فى زمن التكفير: ص138 :"النصوص فى ذاتها لا تمتلك أى سلطة اللهم إلا السلطة المعرفية التى يحاول كل نص –بما هو نص– ممارستها فى المجال المعرفى الذى ينتمى إليه!.
بل وجدنا الرجل ينكر نصوصاً قرآنية خاصة المتعلقة بالحجاب، وأكد أن الحجاب ليس فرضاً على المسلمات، مؤكداً إذا كانت المسألة تتعلق بالفتنة، فهناك رجال يفتنون النساء، وبالتالى عليهم التحجب وفق هذه النظرية، بل أكد أبوزيد فى أحاديثه الإعلامية بأن القرآن لا يجتمع والعقل أبداً، ودعا إلى عدم الاحتكام إلى كتاب الله، كما أنكر عالمية الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ونفى وسطية القرآن فى عقيدته وعبادته وتشريعه وأخلاقه ونظامه.
بل وطعن فى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم، حيث اتهمهم بتأليه النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كما اتهمهم بأنهم ليسوا أطهارا ولا أخيارا.
إنها أفكار نضحت بها كتبه وصرح بها جهاراً نهاراً أمام الجميع، وكلنا يعلم موقف مؤسسة الأزهر من الرجل، وهنا لا نحكم على الرجل بالإيمان ولا الكفر، فمؤسساتنا الدينية هى الموكلة بذلك، ولكن نعرض لأفكاره الفاسدة، التى نتمنى أن يكون تراجع عنها قبل وفاته وتاب عنها، فقد أمضى لما قدم، ولكن لا بد أن نعلن حرباً لا هوادة فيها على كتبه المنحرفة عن صحيح الكتاب والسنة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة