حسب ما أعرفه، فنحن من الدول القليلة فى العالم التى بها مسمى "صحفى" وآخر "إعلامى"، رغم أن جوهر المهنة واحد، أى الصحافة، فهى ذات القواعد، قواعد الخبر والحوار والتحقيق وغيرها من الفنون الصحفية واحدة، سواء كان الوسيط صحافة مطبوعة أو إذاعة أو تليفزيون أو مواقع إلكترونية أو غيرها من الوسائط التى يمكن أن تظهر مستقبلا.
وإذا كانت هناك فروق، فهى طفيفة لا تتعلق بجوهر الصنعة، ولكن الفروق فى طريقة التلقى، أى بين الخبر المقروء والمسموع أو المرئى.. لكن يظل فى النهاية الخبر هو الخبر له عناصر وقواعد لا تتغير، حتى يكون له مصداقية.
فلماذا انفردنا بمسمى الإعلامى بدلا من الصحفى؟
ربما السبب هو ما قاله الصديق العزيز عاطف حزين فى جريدة الأهرام، فهو يرى أنه مع رسوخ أقدام صفوت الشريف فى وزارة الإعلام ونقله من الإعلام التعبوى التوجيهى إلى آفاق أرحب وأسقف أعلى جعلت العاملين فى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون يشعرون أن مكانتهم لا تقل عن الصحفيين والأطباء والمهندسين والمحامين.
هذا التفسير يحمل قدرا لا بأس به من الصحة، ولكنه وحده لا يكفى، فأظن أن الرفض القاطع من جانب نقابة الصحفيين التحاق الزملاء الذين يقومون بعمل صحفى فى هذه الوسائط، كان هو السبب الأكبر فى اضطرارهم للبحث عن لقب أو مسمى بعد أن احتكر زملائهم فى الصحافة المطبوعة مسمى "صحفى"، ومن هنا جاء تعبير "إعلامى" الذى انتشر بشكل كبير بعد ظهور القنوات التليفزيونية الخاصة وزيادة مساحة تأثيرها.
وهى ذات المأزق الذى يواجهه اليوم الزملاء العاملون فى المواقع الصحفية الإلكترونية، فنقابة الصحفيين حتى الآن لم تعترف بهم، وقانونها الذى صدر عام 1970 لا يعرفها، ولا يعرف من قبلها الصحافة الإلكترونية والخاصة، وهذه المشكلة العويصة فى تعريف من هو الصحفى، هل هو الذى يملك عقد عمل، هل هو الممارس للمهنة، هل هو الذى يعمل فى الصحافة المطبوعة، أم فى كل الوسائط الصحفية؟
هذا لا يعنى أننى مع التحاق الزملاء بالنقابة العتيدة، لكن لابد من وجود كيانات نقابية أخرى لحماية زملائنا الصحفيين العاملين فى مختلف الوسائط الإعلامية الأخرى، على أرضية حرية تأسيس النقابات، ويجمع كل ذلك اتحاد طوعى لكل هذه الكيانات فى بلدنا.
ولكن كل هذه متغيرات وأسئلة لا تدور فى مصر وحدها، لكنك ستجدها أيضا على سبيل المثال فى لبنان، وهى أسئلة فى الحقيقة تحتاج إلى اجتهاد جديد فى زمن جديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة