لا ينكر مطلع على الأحوال السياسية فى مصر، أن هناك قوى سياسية مؤثرة فى الواقع المصرى، ويأتى على رأسها الإخوان المسلمون وحزب الوفد والحزب الناصرى، فالقوى الثلاثة لعبت دورا وطنيا تاريخيا لا يستطيع أن يزايد عليه، فكلهم قدموا فى مراحل تاريخية مختلفة من العطاء الوطنى ما جعل لهم أرضية شعبية تؤهلهم لأن يكونوا متحملين أمانة قيادة الوطن فى المرحلة القادمة.
فقد رسخ فى عقولنا جميعا أن النظام المصرى الحاكم، أصبح لا يصلح أن يقود سفينة الوطن فى المرحلة المقبلة، وكلنا نعلم الأسباب التى لو ذكرناها لاحتجنا عشرات المقالات، ويكفى أن نؤكد أن النظام الحاكم خان الأمانة وأفسد البلاد وأذل المصريين وأمم المجالس النيابية بالتعديلات الدستورية التى أجراها مؤخرا، وظهر بوجهه القبيح فى انتخابات الشورى التى زورها بشكل فاضح لم يكن له مثيل.
ولذلك أرى أن الكبوة السياسية التى تعيشها مصر الآن تحتاج لتضافر كل الجهود الوطنية المخلصة، فلا يستطيع فصيل سياسى، مهما بلغت قوته، أن يزيل آثار الفساد الذى عمقه النظام فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأرى أن الإخوان والوفد والحزب الناصرى قادرون على نسيان الخلافات التاريخية بينهم، وعليهم أن يوحدوا الجهود ويؤثروا مصلحة الوطن حتى يطهروا مصر من أوحال الفساد والاستبداد.
فالقوى الثلاثة لهم كوادرهم الشعبية، التى تؤهلهم أن يكونوا جبهة قوية وفعاله وتستطيع أن تغير الواقع السياسى، كما أنهم يستطيعون الصمود فى وجه الحزب الوطنى ويحرمونه من عصا الأغلبية، التى قوى بها ظهور المصريين.
وهنا لا يقلل من باقى القوى السياسية وحركات التغير المختلفة، لكنى أرى أن اتحاد القوى الثلاثة سيكون نواة لكيان سياسى وطنى ينضم إليه الشرفاء من الجبهة أو التجمع أو كفاية و6أبريل وغد نور،والبرادعى والجمعية الوطنية للتغيير، وغيرهم من الحالمين بمستقبل ديمقراطى لوطننا، ويستطيعوا من خلاله تكوين قائمة وطنية يخاض بها الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، ويبرق من جديد أمل التغير بقوة، وأتوقع أن ينحاز الشعب عن بكرة أبيه لهذا الاتحاد، وسيكون من الصعب على النظام أن يصمد أمامه.
ولقد استشعرت بصدق المحاولات من بعض الشرفاء الذين يحاولون التقارب بين هذه القوى، مثل ما فعل حمدون صباحى والكاتب الصحفى محمد حماد، الذى طالب الإخوان والناصريين بفتح صفحة جديدة وطوى صفحة الخلافات التاريخية، كما أرى أن وصول د. السيد البدوى لرئاسة الوفد سيمهد بقوة لهذا التقارب، فالرجل له مواقفه الوطنية المحترمة، كما أرى أن زيارات الإخوان للأحزاب السياسية كانت خطوة جادة نحو هذا التكتل السياسى الذى أصبحنا نحلم به جميعا.
ولعلنا يتحقق لنا ما نتمناه على يد هؤلاء الوطنيين، الذين سئموا الفساد السياسى الذى أطاح بكرامة الوطن والمصريين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة