نريد أن نفهم ما الذى يحدث مع القافلة المصرية لكسر الحصار على غزة، والتى انطلقت صباح أمس الاثنين، وهى تحمل مساعدات رمزية لدعم صمود الشعب الفلسطينى فى غزة؟
ما الذى جرى ويجرى مع هذه القافلة التى يقودها 9 نواب بمجلس الشعب وعدد من النشطاء السياسيين والصحفيين؟ لماذا تم منع شاحنات المساعدات من الوصول إلى رفح وإعادتها بالأمر مرة أخرى إلى العريش بعد مسلسل من التضييق والاحتجاز طوال طريق الرحلة من القاهرة به وحتى العريش؟
ولماذا تم إيقاف حافلة البرلمانيين والنشطاء أمام معبر رفح وإعادتهم إلى العريش أمس، بحجة أن المعبر له مواعيد فتح وإغلاق يومية، على أن يتم دخولهم غزة صباح اليوم؟
لماذا هذا التعنت والتضييق على قافلة مساعدات أهلية مصرية فى هذا الظرف الحرج الذى تتحدى فيه إسرائيل العالم وتعلن استمرار حصارها لأشقائنا فى غزة؟ وما هو تقدير الموقف الذى يجعل القرار المصرى عقبة أمام التعاطف الشعبى الرمزى مع إخواننا الفلسطينيين؟
ما حدث لا يصب إطلاقاً فى المصالح المصرية العربية والإقليمية، ويكرس للصورة المهزوزة المغلوطة التى باتت رائجة فى الفترة الأخيرة من أن السياسة المصرية تنسق مع الإسرائيليين أكثر ما تنسق مع إخواننا الفلسطينيين، هذا فى الوقت الذى تدعم فيه مصر الفلسطينيين فى كل المحافل الدولية!
هناك شىء غلط فى الموضوع، فيما يتعلق بالمسافة بين القرار الرسمى والموقف الشعبى، وهى مسافة أصبحت واسعة جداً لسيادة النظرة القائلة بأن الموقف الشعبى غير مدرك لتعقيدات الصورة، وأنه ينطلق من التعاطف الوجدانى فقط مع إخواننا الفلسطينيين، لكن القرار الرسمى يخسر كثيراً من ثقله إذا لم يكن ما يسنده هو الموقف الشعبى أولاً، والتحولات السياسية التركية خلال العامين الأخيرين خير دليل على ذلك.
نعلم أن إدارة إسرائيل لا تفوت فرصة لإحراج الإدارة المصرية، وأن السلام والعلاقات لا يمنعها من محاولة التحرش بالنشطاء المصريين لتفجير الوضع فى المنطقة، وأن الإدارة المصرية تحاول معالجة الأمور بالحكمة بلجم النشطاء وجهودهم، لكن الحكمة إن كانت فى موضعها وفى غير موضعها تصبح قعوداً وتقاعساً، كما أن التنسيق مع الإسرائيليين يفرض احترام دخول قافلة المساعدات المصرية دون تأخير، حفاظاً على الصورة المصرية من المتربصين بها إقليمياً ودولياً.
وإذا كنا صفقنا لقرار مبارك بفتح معبر رفح فى الاتجاهين دون سقف زمنى بعد العدوان الإسرائيلى على أسطول الحرية الذى يقوده الأتراك، فأولى بنا أن نسمح بدخول قافلة الحرية المصرية التى تتحرك على أراضينا وتمر من معبرنا، وأن نبحث فى الملابسات التى أدت إلى التضييق عليها بما لا يخدم إلا المواقف الإسرائيلية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة