تجددت أزمة منع الطالبات المنتقبات من أداء الامتحان بعد رفض محكمة القضاء الإدارى السماح أمس لـ 200 طالبة منتقبة من دخول الامتحانات بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، تأييدا لقرارات رؤساء هذه الجامعات.
إصرار رؤساء الجامعات على التطبيق الحرفى للوائح أعاد إلى الواجهة تلك الأزمة التى اعتبرها مفتعلة بالكامل، وتشى بنقص جوهرى فى الإدارة ومعالجة الأزمات، فالأزمة بدأت بقرارات من رؤساء الجامعات الثلاث بناءً على توجيهات من الدكتور هانى هلال الذى نسى كل ما عليه من مهام ثقيلة فى انتشال البحث العملى من الحفرة التى يستقر بها وتطوير التعليم الجامعى وتوفيق الأوضاع المادية للأساتذة، وتفرغ لمواجهة النقاب التى تضعه حفنة طالبات باعتبارها معركته الكبرى!.
كان من الممكن استيعاب هؤلاء المنتقبات بروح الأستاذ الجامعى والأب إن كانت موجودة لدى رؤساء جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان، اقتداء بتجربة جامعة الأزهر التى سمحت للمنتقبات بأداء الامتحان بعد تفتيشهن من قبل موظفات الجامعة، وتخصيص مراقبات عليهن بعد كشف وجوههن داخل اللجان، وذلك بالتفاهم الودى والاحتواء من الأساتذة للطالبات، لكن ذلك لم يتم فى أى من الجامعات الثلاث.
وكان من الممكن الأخذ ببعض الأحكام الصادرة لصالح الطلبات المنتقبات والتى تؤكد حقهن فى أداء الامتحان بالنقاب، حفاظاً على مستقبل أخريات لم يستطعن استصدار مثل الأحكام، بدلاً من التعسف الإدارى واشتراط حصول كل طالبة منتقبة على حكم مستقل حتى يتم السماح لها بدخول الامتحان، والنتيجة أن طالبات منتقبات استطعن أداء امتحاناتهن رغم أنف هانى هلال ورؤساء جامعاته الذين وقفوا خارج اللجان "يتعنترون" على المسكينات اللاتى رفض القضاء الإدارى قضاياهن ولم يسعفهن الوقت للاستئناف أمام الإدارية العليا، كما لم يسعفهن نقص التفهم والنظر لدى وزير التعليم العالى ورؤساء جامعاته.
كيف يفسر هانى هلال فشله فى المساواة بين الطالبات عندما أجبر على السماح لبعض المنتقبات بالامتحان، ورفض أن يسمح لأخريات بالامتحان شأنها شأن زميلاتها؟ وكيف هان عليه تضييع مستقبل طالبات فى فورة حماسة الشباب يرون أن النقاب هو ما يجعل لهن إرادة وعزة وموقفاً من العالم، فى الوقت الذى غابت فيه الإرادات والكرامة والمواقف المشرفة!
أما كان أجدر به وهو المسئول أن يستوعب حتى الرغبة المغلوطة فى إثبات الذات لدى الطالبات المنتقبات بدلاً من التنكيل به، ولكن كيف يصدر ذلك عن وزير أفشل البحث العلمى وخرجت جامعة القاهرة فى عهده غير الميمون بالمرة من قائمة الجامعات الخمسمائة الأفضل فى العالم!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة