شرف عظيم أن ينتمى أى صاحب قلم لبلاط صاحبة الجلالة، فمن خلال هذا الانتماء يصبح الصحفى رافعاً لراية القيم، مدافعاً عن الحق، ناصراً للمظلوم، متصدياً للاستبداد والفساد، مترفعاً بمصلحة الوطن عن كل مصالح شخصية أو أهواء نفسية، ملتزماً بميثاق مهنتنا العظيمة.
لكن للأسف وجدنا فى العقود الثلاثة الأخيرة، خاصة فى هذه الأيام، أشخاصاً لا نستطيع أن نصفهم إلا بصعاليك الصحافة المصرية، فقد استغلوا مهنتهم الشريفة فى تحقيق أهداف أقل ما توصف به أنها وضيعة.
فمنهم من دأب على قلب الحقائق، وسود الصحف، خاصة ذات الطابع الحكومى منها بما يرضى النظام الحاكم، حتى لو كلفه ذلك بيع ذمته الصحفية، وأمانته المهنية، ومنهم من أفرد الصفحات نفاقاً وحول الحق لباطل وزور الصورة الحقيقية للرأى العام، ومنهم من حول بعض القيادات الوطنية المحترمة كالبرادعى إلى شيطان أعظم كما حدث فى مجلة أسبوعية، وأخرى تحول قلمه "اللامنتمى" إلى سيف ضد أُناس رفعوا شعارات الإصلاح باعتدال ووسطية الإسلام، لأنه فقه أن هجومه المستمر على هؤلاء كان ثمنه جلوسه على مقعد رئاسة التحرير، وثالث تخصص فى وصف الأكلات الشهية على موائد الكبار، وآخر طالب النظام بأن يرحم الشعب المصرى من سيل الحرية، الذى أغرق الوطن فى بحار التسيب!.
بل منهم من وجدناه يرتقى أعلى المناصب من خلال مشواره الطويل مع التطبيع، ومساندة الصهاينة من خلال الدعوة للسلام المزعوم، والتطبيع المباشر مع بنى صهيون، ومنهم كان من أهم مقوماته علاقاته المشبوهة برجال المال والأعمال الذين مهدوا له الطريق لما وصل له الآن.
وقد ظهر الجميع بوضوح من خلال تغطية صحفهم ومجلاتهم، لانتخابات الشورى الأخيرة، فقد تواطؤا مع النظام، وأغلقوا أعينهم وقصفوا أقلامهم، عن فضح التزوير الواضح الذى شاهدته هذه الانتخابات الفاضحة للوضع السياسى فى مصر.
لكن ما يطمئنا أن بلاط صاحبة الجلالة ملئ بالشرفاء، الذين لا يخشون فى الحق لومة لائم، وأن الأغلبية يقدرون أمانة الكلمة، ويقومون بتأدية واجب المهنة، ويؤدون دورهم على الوجه الكامل، لكنهم يعلمون أن فاتورة ذلك أنهم لن يرتقوا للكراسى، التى هى أحوج إليهم، حتى تتطهر من درنها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة