كان الخبر مفاجأة كبيرة لى، فالتمرد على سلبيات أداء الشرطة مسألة صعبة على كل المواطنين المصريين، ولكنها أصعب بالطبع على فئات منهم، وخاصة سائقى الميكروباصات والتاكسيات والنقل.. وربما قبل هؤلاء سائقى التوك توك، وهذا أمر متوقع، ربما لأنه لا توجد معايير صارمة يمكن الاستناد إليها من جانب الناس فى تحديد مخالفات الشرطة، ناهيك عن التراث الردىء من الخوف.
لكنهم فعلوا عكس كل التوقعات، لم يتمرد بعض سائقى التوك توك فقط، ولكنهم قدموا بلاغا للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود ضد مدير أمن محافظة ٦ أكتوبر اللواء أسامة المراسى (مرة واحدة ضد الراس الكبيرة)، ومعه المحافظ والثالث مدير إدارة المرور. والسبب كما جاء فى الخبر الذى نشره موقع اليوم السابع أن المتهمين الثلاثة يستولون على التكاتك التى يملكونها بدون وجه حق.
وأوضح السائقون فى بلاغهم الذى حمل رقم 12193 لسنة 2010 عرائض النائب العام، أن وحدة المرور بمحافظة السادس من أكتوبر قامت بالتحفظ على التكاتك ملك المبلغين بدون وجه حق وبدون سابق إنذار، فقاموا بالتوجه إلى إدارة المرور ومبنى المحافظة لمعرفة أسباب الاستيلاء على التكاتك ففوجئوا بكلام المسئولين بالمحافظة أن المحافظ أصدر قراراً بالإفراج عن التكاتك بعد مرور 3 أشهر دون إبداء سبب التحفظ عليها.
بل وطالب السائقون فى بلاغهم الشجاع باتخاذ اللازم قانونياً مع سرعة الإفراج عن التكاتك لسداد الأقساط.
ربما تكون مثلى لك تحفظات على عمل التوك توك فى بلدنا، لكن الحقيقة أن ملاكه والعاملين عليه ليسوا مسئولين، لكن الحومة حتى الآن مرتبكة، لا تعرف على وجه الدقة هل تتركه أم لا، وإذا تركته وهذا هو الصواب، ما هى قواعد عمله.
لكن دعنى أقول إن الأهم فى بلاغ السائقين للنائب العام هو كسرهم لحاجز الخوف المتوارث من سلطة تبدو طوال الوقت مطلقة لا يمكن النضال ضدها، والحقيقة أنها شجاعة استثنائية، وهى مربوطة بالمزاج الذى أصبح سائداً، وهو لجوء المصريين بكل فئاتهم للاحتجاج السلمى الديمقراطى والاحتجاج القانونى ليحصلوا على حقوقهم.
وهو الطريق الصحيح فى مواجهة أى ظلم، ولن يستطيع أى من كان أن يعيد المصريين مرة أخرى إلى أرض الخوف.
موضوعات متعلقة:
بلاغ لسائقى التوك توك ضد مدير أمن 6 أكتوبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة