ليس المقصود هو تكرار النسيان عادةً، ولكن المرض نفسه والعياذ بالله..
اللهم احفظنا.. هو الانطباع الوحيد الذى يخرج به مشاهد الحلقة التى استضاف فيها برنامج «العاشرة مساءً» د.عبلة الكحلاوى الأسبوع الماضى.
أما مناسبة استضافتها فى حلقة تخص المرض، فهو كونها قد أسست داراً لعلاج مرضى السرطان، وكذلك الزهايمر، من الرجال والنساء، وفى سبيلها لتحويل ذلك إلى مجمع طبى كبير يقدم أنواع رعاية متكاملة لغير القادرين عليها سواءً من الناحية المادية (فيما يخص السرطان)، أو إنسانياً (فيما يخص الزهايمر). المشروع قائم بالفعل، وله رقم حساب بنكى لقبول التبرعات، ويبدو أن جميع أو أغلب العاملين فيه من المتطوعين.
وعدم «الإعلان» عن الموضوع، ليس من قبيل الصدفة، فقد شرحت الكحلاوى موقفها من الإعلان عنه، قائلةً إنها ضد إنفاق أى نقود على الإعلان عن المشروع، لأنها «تستحرم» ذلك. (أسرفت الكحلاوى فى الحديث عن اعتبارات أخلاقية على خلفية دينية، تتوارد إلى الذهن بسبب معاشرة مرضى الزهايمر، الذين يتحولون بعد بعض الوقت، من أشخاص فى كامل عنفوانهم، إلى كائنات بلا حول ولا قوة، بما يورث من يعاشرهم إحساساً بأن الدنيا لا تستحق كل هذا العناء.
وقالت الكحلاوى معلومة مهمة، بأن الزهايمر قد يتسبب فيه نقص المناعة ! لذا فإن الاستسلام للضغوط العصبية وعدم الاهتمام بالصحة قد يسببان الإصابة به، لكن أهم ما قالته فى هذه الحلقة، هو إصرارها على الالتزام بمبدأ عدم الإعلان عن مثل هذه المشروعات، لأن الأموال التى تنفق على الدعاية أولى بها المرضى، وهو منهج «أحق بأن يتبع»، فحلقة واحدة فى برنامج ذى شعبية، قد قدمت للمشروع دعاية لا تقل أبداً عما كان سيقدم له من خلال إعلانات مدفوعة الأجر، وهو سلوك أكثر مصداقية، من التفاخر بإقامة المشروعات الخيرية، أو اعتبارها ضمن «البرستيج» الاجتماعى، أو حتى الوقوف فى الظل لكن استغلال الأموال فى غير محلها، ما يجعل الأمر موضعاً للشبهات.
المرحلة التى وصل إليها العمل فى المشروع، من حيث وضع حجر الأساس لإقامة المجمع، وحركة العمل الدؤوبة، كانت مذهلة من ناحية واحدة، بأنه يوجد فى مصر أشخاص قادرون على صناعة مشروعات ناجحة دون «طنطنة»، ومساعدة شعب يعانى أكثر مما يفرح؛ دون الاستسلام للمعوقات، والأجمل هو أن المشروع الذى تتبناه داعية إسلامية شهيرة، يتحكم فى إدارته المالية مواطن مسيحى، تم الاتصال به على الهواء للاستفسار عن تفاصيل تخص المشروع، لأن كل الأمور المالية فى يديه.. الرسالة فى الوحدة الوطنية كانت عملية للغاية ومباشرة وبسيطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة